top of page
من الواقع

15/01/2015

العقاب والدلال يفسدان أطفالنا!

 

 

 

الأطفال أمانة في أعناقنا، لذلك يتحرى الأهل الأسلوب الأمثل لتربيتهم وتهيئتهم وبعثهم للمجتمع بواقعه الحلو والمر، وخوفا عليهم من عدم اندماجهم فيه قد ينحرفون عن أسس التربية السليمة باعتماد إما الضرب الذي في اعتقادهم أنه الوسيلة السريعة لتقويم سلوكهم، فيبتعدون بذلك عن الصبر والحوار والتفتيش عن ماهية الخطأ المرتكب وسببه، أو ترك الطفل في هواه مع تلبية رغباته في إطار تدليله، وبين هذا وذاك يبقى هذا الأخير في تصارع بيت الليونة تارة والقسوة والحزم تارة أخرى.

العصا لمن عصى !

تعتبر تربية الطفل مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الوالدين عبر مراحل حياته العمرية، لما فيها من صعوبة في كيفية التعامل معه وتوجيهه إلى بر الأمان، خاصة إن صاحبه سلوك غير مرغوب فيه، فنجد الأهل حائرين في فرض العقاب المناسب، ومنهم من يترجمه إلى الضرب والتوبيخ باعتباره أجدى طريقة للتأديب، وفي خضم هذا نجد أناسا يؤمنون بأن الضرب هو وسيلة للتربية، وهو ما يلخصه لنا كمال 36 سنة، وهو أب لطفلين الذي التقينا به أمام محطة الترامواي بحسين داي الذي ذهب ليؤكد ما سبق ذكره فيما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم "مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعا واضربوهم إذا بلغو عشرا"، فهو يفضل الأسلوب الصارم في التعامل مع هذا الجيل الصاعد، حيث يرى أن على الوالدين أن يكونا صارمين وحازمين تجاه أطفالهما لكي يقوّما سلوكاتهم.. إلى ذلك ذهبت سميرة 40 سنة إلى حد الشكوى من أبنائها الثلاثة الذين لا ينفكون يبدلون من تصرفاتهم حتى يتعرضوا إلى الضرب الشديد من طرف الأب والأم معا، ليحدّوهم عن القيام بكوارث غير محمودة العواقب.

لكن هذا الأسلوب قد يؤدي بالوالدين إلى نشوز في تأدية دورهما المنوط لهما، وهو التربية فيدخلان في حيز الحكم والجلاد معا، ويصدران الأحكام والعقوبات دون تردد أو تأن.

تقول خالتي نادية 60 سنة أنها لم تكن تضرب أبناءها بل كان النظر في أعينهم بحزم يكفي للعودة عما هم عليه، والآن الأولياء يعتمدون على الضرب حتى لا نقول العنف، فكثيرا ما نسمع عن آباء ضربوا أبناءهم بل وصلوا إلى درجة إراقة دمائهم ولأتفه الأسباب ولا يمنحوهم ولو فرصة لتبرير أفعالهم أو محاولة تصحيح أخطائهم،وهنا يكون غياب تام للحوار بينهم .

الحوار والصبر أسلوب التنشئة السليمة

و بعيدا عن القسوة والحزم بسلوك درب الجلادين، نجد عكسهم تماما ينتهجون أسلوب اللين والمرونة المفرطة بالحوار والصبر عن أخطاء أبنائهم إلى أبعد الحدود ظنا منهم أن الطفل يحتاج إلى رعاية وحنان ليكون عنصرا صالحا في المجتمع، وفي هذا نجد أمينة 28 سنة، التي التقينا بها ونحن في طريقنا إلى "رويسو" فتقول أنه يجب عدم ضرب الأطفال أقل من ست سنوات، لأن درجة استيعابهم وأجسامهم ضعيفة لا حول لهم ولا قوة، وعوضا عن العقاب الجسماني نعاقبهم بطرق أخرى مثل حرمانهم من مشاهدة التلفاز يوم أو يومين، أو عدم الحديث معهم حتى يعترفوا بأخطائهم ويطلبوا مسامحتهم.

و بهذا نجعل الضرب آخر الحلول لما فيه من أضرار نفسية تعود بالسلب على نفسية الطفل تظهر عليهم مع مرور الوقت.. إلى ذلك ذهبت سليمة 32 سنة، إلى القول أنها لاحظت على أبنائها تغييرات واضحةجراء ضربها لهم وأول شيء تذكره هو الخوف والعزلة والانطواء على أنفسهم بالإضافة إلى التبول ليلا، واستنتجت في الأخير أن الضرب قد يؤدي إلى التمادي في الخطأ وعدم الانصياع لأوامر الوالدين ولهذا غيرت من أسلوبها إلى الحوار.

في حين يرى عمي الطاهر 75 سنة أن عدم معاقبة الطفل على أخطائه والإفراط في الدلال وعدم رفض طلباته غالبا ما يؤدي إلى تدهور كبير في سلوكياته خاصة أن الطفل من جهته يستعمل البكاء وحتى الصراخ لنيل مراده.

الروضة والمدرسة مرحلتان ضروريتان لتربية الأطفال

شتان بين الأم ومن هم غرباء بالنسبة للطفل سواء المربية في الروضة أو المعلمة في المدرسة، لأنه لا يمكن أن نقول أن للمعلمة او المربية نفس الدور الذي تقوم به الأم، فهنا يأتي دور الرابط البيولوجي والعاطفي بين الأم وطفلها، لكن يمكن القول أن دورهما هو دور تكميلي للتربية الأسرية التي يتلقاها الطفل في المنزل من طرف الوالدين، ويمكن أن يكون لدور المربية أو المعلمة دور إيجابي في حالة ما إذا كانت سلوكيات الطفل سيئة، فإن المعلمة أو المربية تقومان بتقويم سلوكياته، فيعتاد على السلوك الصحيح ويدع السلوك السيئ مع الوقت، وهذا ما أكدته لنا سامية 36 سنة، في قولها أنه لا بديل عن الأم في كل مراحل نمو الطفل العمرية، فلا شيء يضاهي حنانها وحرصها على فلذات كبدها، لكن اليوم مع الحياة وتطورها وفرض الواقع نفسه، أصبح للطفل مكان محجوز في الروضة والمدرسة وأضحت المربية والمعلمة تتقاسم أدوار التربية مع الأم، وتتابع أنها واحدة من بين الأمهات اللواتي يحرصن على إدخال أبنائهن الى الروضة قبل المدرسة رغم أنها ماكثة في البيت .

لكن قد يسلك دور الحضانة والمدرسة منعرجا آخر ويخرج عن مساره بفرض أسلوب الضرب والعقاب على الأطفال، لذلك ارتأينا التقصي على هذا، وذلك بالتقرب من وهيبة، وهي مربية بدار للحضانة بالكاليتوس حيث تقول أن الطفل هو كائن مرهف الإحساس وذكي لذلك نحتار أسلوبا مناسبا للتعامل معه، ليساعده على الاندماج وإخراج طاقاته ومكبوتاته في إطار الجماعة، والعقاب يكون حسب الحاجة لتهذيب سلوكه وبعلم من الأولياء ولا يتعدى ترهيبه بحرمانه من اللمجة أو حرمانه من المشاركة في النشاطات الترفيهية، أو الضرب في اليدين او الرجلين، وأضافت وهيبة أنها لا تجزم بعدم تعرض الطفل إلى العقاب والضرب المبرح من طرف المربية في دور الحضانة، فحسب ما روت لها إحدى الأمهات التي جاءت مهرولة لإعادة تسجيل ابنها في الروضة التي تشتغل فيها بعدما اشتكت من تدهور في سلوكات ابنها الذي أصبح يخاف كثيرا ولا ينام الليل بسبب الضرب المبرح الذي كان يتعرض له.

و من جهة أخرى تقول إن الضرب في المراحل التقدمية بعد الحضانة ضروري، وهي ضد قانون الذي يمنع ذلك في المتوسط،ل أنه الآن أصبح الطفل يتجرأ على الأستاذ دون حياء أو خجل.

بوعلام قاصب أخصائي نفساني: " الضرب أحد الاساليب غير السوية في تربية الطفل"

و لأن الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي يترعرع فيها الطفل وتتشكل فيها شخصيته يجب اتباع أساليب تربوية صحية لتنميتها، ولكن قد يتبع في ذلك بعض الطرق الخاطئة والتي قد تسبب له آثارا نفسية جانبية، وللتعمق أكثر في هذا قررنا التقرب من بوعلام قاصب وهو أخصائي نفساني حيث يقول "لأب أو الأم يتحكمان في نشاط الطفل ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى ولو كانت مشروعة، أو الزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكاناته حيث لا يسمح له بالقيام بسلوك غير مرغوب فيه ويكلفه ذلك استخدام العنف أو الضرب أو الحرمان أحيانا وتكون قائمة الممنوعات أكثر من قائمة المسموحات، ونتيجة لذلك ينشأ الطفل بشخصية قلقة خائفة دائما من السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة وتفقده ثقته بنفسه، وقد ينتج عن ذلك أيضا طفل عدواني يخرب ويكسر أشياء الآخرين .

 ومن جهة أخرى قد يترك الوالدان الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه أو الاستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب بسبب الانشغال الدائم عن الأبناء وإهمالهم المستمر لهم، والأبناء يفسرون ذلك على أنه نوع من النبذ والكراهية والإهمال، فتنعكس بآثارها سلبا على نموهم النفسي ويصاحب ذلك أحيانا السخرية والتحقير للطفل ويؤدي ذلك إلى اضطرابات سلوكية لديه كالعدوان أو العناد وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدان.

 والكارثة الكبرى هي تدليل الطفل وتشجيعه على تحقيق معظم رغباته وعدم كفه عن ممارسة بعض السلوكيات الغير مقبولة سواء دينيا أو خلقيا أو اجتماعيا والتساهل معه، لذلك فخير الأمور أوسطها فلا إفراط ولا تفريط

14/01/2015

زوجات ينكرن المعروف ويعبثن بحياة أزواجهن

 

شاءت الطبيعة الإلهية بأن تكون القوامة للرجال، لكي يسود التوازن في الحياة الروحية، لكن بعض الزوجات لازلن يحاولن التعدي على كل الموازين التقليدية المعروفة، وأردن بتسلطهن انتزاع هذا الحق الموروث قهرا أو رضوخا من طرف شريكهن، ليجعلنه ضعيفا مستسلما لكل رغباتهن، لا حول له ولا قوة له وذلك لإرضاء غرورهن فقط، فيحتكرن صلاحيات القيادة لهن، مسببات ظهور صدع لا يلتئم، منذرات بانهيار بيت الأسرة وحتى العائلة وصولا إلى المجتمع.

 الرجل كبش فداء في يد المرأة

نجد بعض الأزواج في حالة خضوع تام لزوجاتهم، ليصبحوا بذلك تابعين لهن في الحياة الزوجية والعملية وحتى في أمور الحياة، فاقدين بذلك لسلطتهم لتنال الزوجة حق اتخاذ القرارات وتنفيذها وليحكم على الزوج بالضعف مدى الحياة، حيث لا يستطيع تقليص مدة عقوبته وجريمته في ذلك، أنه استسلم لزوجته فقط، وعن هذا الضعف أردنا طرح هذه القضية في أوساط الناس لتقصي آرائهم فذهبنا في جولة إلى حسين داي، حيث قالت خديجة 31 سنة أنه كثيرا ما نسمع أو نرى رجالا ضعيفي الشخصية مع زوجاتهم وهي تعتقد أن الرجل مسكين لا حول له ولا قوة له أمام سيطرة وإكراه الزوجة المتسلطة، وتضيف أن سبب ضعفه يكون أحيانا اختيارا منه حبا في زوجته وخوفا من فقدانها، فيلبي لها كل طلباتها، حيث لا يرفض لها أمرا، فلا مجال لكلمة "لا" في قاموس حياتهما، فيكون متساهلا معها وهي تستغل ذلك لإرضاء غرورها وتحقيق طموحاتها.

كما قد يرجع هذا الضعف أحيانا أخرى إلى عوامل نفسية، ترسبت عنده عبر مراحل حياته منذ الصغر سواء كانت في المنزل أو الشارع وحتى المدرسة، وفي هذا يقول سمير 30 سنة "الظاهر أن سبب ضعف شخصية الرجل يرجع إلى التهميش الذي تعرض له منذ الصغر وعدم السماح له بالمشاركة في اتخاذ القرارات، حيث لا تحترم آراؤه، فيؤثر ذلك على الاختلاط ويكون انطوائيا على نفسه ومعزولا عن الآخرين سواء في الشارع أو المدرسة أو غيرها، و هذا ما يجعل شخصيته ضعيفة أمام المرأة، لكن تبقى شخصيته خارج البيت ومع أهله محل استفهام".

زمان عنتر قد ولى...

نتعجب لصوت رجل مسكين لا يسمع له صوت في حضور زوجته، فهو الخروف الوديع الذي يسمح لصاحبه بالتضحية به، لكننا نجده خارج بيته رجلا يتباهى برجولته وكلمته التي لا تصير اثنين، وهو ما ذهب إليه فوزي 27 سنة الذي استحضر لنا قصة صديقه الذي ظل ينكر ما يتداول على ألسنة الناس حوله، بأنه بلا شخصية وزوجته تحتقره رغم أنه خارج منزله عنتر زمانه، يهابه الصغير والكبير ويرى المرأة عبدة له، تطيعه وتسهر لإرضائه وليس لها حقوق غير الأكل والشرب والتنفس حتى رأى بأم عينيه حقيقة صديقه.ومن جهة أخرى، نجد فريدة 25 سنة التي ترى أن الزواج هو احترام متبادل ومسؤولية مشتركة بين الزوجين، وهذا لا تجده في زواج أخيها، فهي ترثي لحاله وتخجل لتصرفاته بعد ما دخل في القفص الزوجي، واخبرتنا أنه لا يرفض لها أمرا ولا يتدخل في شؤونها، في حين أنها ترسم له كل خطط الحياة وتحدد له علاقاته مع الناس حتى مع أسرته، والغريب أنه أصبح يزاول مختلف النشاطات المنزلية من جلب للصحون ووصل به الأمر حتى إلى تغيير حفاظات ابنائه، وهي مفتخرة بذلك، وتتابع فريدة قائلة "أتاسف لما آل إليه أخي بعد ما كان متسلطا يخافه الجميع حتى أمي، يتدخل في كل صغيرة وكبيرة تخصنا، في ضحكنا وطريقة مشينا وفي لباسنا، حيث كان يحرّم علينا اجتياز عتبة باب المنزل، ولا أدري كيف أصبحت تتحكم فيه زوجته لهذه الدرجة".

هن نساء طاغيات في الأرض، لكن المدهش أنهن لم  يقفن عند هذا الحد، بل نجد أخريات يشترطن حين الزواج من الرجل الذي سيصبح شريك حياتها أن يكون أقل منها في المستوى، بنية استضعافه والسيطرة عليه لتضمن حريتها وتحقيق كل رغباتها وأهدافها دون وجود معارضة تذكر، وإن وجدت كان الطلاق دون تردد، ويذهب بذلك الأبناء ضحيتهما.

الدنيا تحت أقدام الزوجات!

هكذا أرادت بعضهن أن تكون الدنيا تحت أقدامهن، حيث الرجل فيها يكون دوم التأهب، ينتظر إشارة منهن لإرضاء غرورهن، وإشباع رغباتهن فقط، وخوفا من جبروت الرجل تسبقه المرأة لإثبات وجودها وكيانها، فتقع في مشكلة أخرى، حيث تنقلب الموازين وتصبح القوة في يدها عوضا عن زوجها متمة بذلك شخصية الرجل، فتظهر في شكل المرأة المسترجلة، مستولية بذلك على صلاحياته ومحطمة كل المعايير التقليدية بوجوب قوامة الرجل على المرأة، وهذا ما أكده لنا بعض المارة حين سألناهم عن سبب تسلط المرأة، فيرى يوسف 32 سنة الذي التقينا به أمام أحد المقاهي في حسين داي، أن ذلك يرجع إلى شخصية المرأة المسترجلة حتى لا نقول المريضة المتشبهة بالرجل، وذلك بسبب تداخل الأدوار بين الزوج وزوجته وهو السبب الرئيس للطلاق في مجتمعنا، وأن قابلية الرجل للانقياد للمرأة والانصياع لها تضعف من شخصيته.

ضعف شخصية الزوج وأثر ذلك على الزوجة والأبناء

  ولا نستطيع التطرق لموضوع ضعف شخصية الرجل أو الزوج دون التعرض لأثر ذلك على الزوجة والأبناء، لذا اقتربنا من السيد بوعلام قاصب وهو أخصائي نفساني، حيث قال أن هناك عوامل تتحكم في تشكيل شخصية الوالدين قبل حتى أن يقترنا، وبالتحديد نتحدث هنا عن شخصية الزوج أو الأب وأثر ذلك سواء من حيث الضعف أو القوة على الزوجة والأبناء.

   فالزوج هو بدوره مر على مرحلة الطفولة، حيث تتكون شخصيته تليها فترة المراهقة، فالزوج الذي تعرض إلى تنشئة اجتماعية أسرية سلبية كان نمط التربية نمطا تسلطيا دكتاتوريا، فالطفل الذي هو زوج المستقبل سوف تترهل شخصيته وتضعف وتكسر ولا يستطيع اتخاذ قرارات هامة مستقبلا، ليس لديه القدرة على المبادرة، قلق اجتماعي... الخ.

 ومنه فإنه بعد أن يكبر ويتزوج يجدر به تحمل مسؤولية نفسه وذاته ومسؤولية زوجته وهذه الأخيرة إن كانت متسلطة ستزيد من معاناة ذلك الزوج الذي يعاني أصلا من ضعف الشخصية، وحتى لو كانت الزوجة إنسانة عاقلة ومتفهمة، فإنها مع مرور الوقت ستنبذ وتكره ذلك الزوج الضعيف الشخصية، لأنها بفطرتها تحب أن تكون تحت جناح رجل قوي الشخصية، وإذا ما فقدته في زوجها قد تصاب مع مرور الوقت ببعض الاضطرابات النفسية كالخوف من المستقبل والخوف على أبنائها وتنشئتهم، وبالتالي فإن التفاعل والتواصل بين الزوجين سوف يزداد سلبية، فالزوج هنا قد يتحول من السلوك السلبي إلى السلوك العدائي، يصبح عنيفا في تصرفاته ويعنف زوجته، ولكن في أغلب الأحيان يعنف أبناءه أو إخوته، ومن خلال ذلك كله فإن له انعكاسات على شخصية الأطفال، فالطفل يتعلم العنف من الكبار، أضف إلى ذلك يشعر الطفل بعدم الأمان وتزداد مخاوفه المرضية كخوف  الخروج من المنزل، الخوف من الذهاب إلى المدرسة... الخ، ومن هنا تبدأ معاناة الطفل فيدخل في نفق مظلم كأن يتعلم استهلاك التدخين والمخدرات، المهلوسات (يفكر في كونها ستنسيه هموم البيت).

 ومنه فإنه ليس هناك أحسن من الحوار والتواصل بين أطراف الأسرة، أي الزوج مع الزوجة وكلاهما مع ابنائهما، فعلى الزوج أن يكون على قدر المسؤولية التي أوكلت إليه، وأن يستمع لزوجته لربما تملك من رجاحة العقل ما يخرجه من مشاكله، وعليه أن يكون مؤكدا لذاته ليس بالصراخ ولا بالهروب، بل بالمواجهة وتعلم الإصغاء، وأن يكون لديه بعد نظر وتفكير مستقبلي، كما أنه على الزوجة تحمل زوجها، فهو مهما كان زوجها وأب أبنائها ورب الأسرة، ومهما كانت قوية الشخصية، فإنها تحتاج تدخلاته ونصائحه.

27/12/2014

ريهانا تثير اشمئزاز الجماهير بسروال متسخ (صور)

 

 

 

 

سخر العديد من مرتادى مواقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك والتويتر على الطلة الأخيرة التى ظهرت بها النجمة الأمريكية الشابة ريهانا أمس فى نيويورك وهى ترترتدى سروالا متسخاً، الأمر الذى تسبب فى لفت الأنظار نحوها وكذلك توجيه عدسات مصورى «البابارتزى» إليها.

انتقدها البعض معلقين على ارتدائها لهذا السروال “المتسخ” وتساءلوا لماذا ترتدى مثل هذا السروال الذى أثار اشمئزازهم ورغم ذلك كانت ريهانا ترتدى معطفًا أنيقًا من الفراء تناسى ذكره الجميع، مركزين فقط على السروال الذى كان محط سخرية.

من ناحية أخرى عينت النجمة العالمية ريهانا البالغة من العمر 26 عاما، المدير المسئول عن الملابس الرياضية النسائية التابعة للعلامة التجارية الشهيرة puma، وذلك حسبما أعلنت العديد من المواقع الفنية مؤخرا، ومن المقرر أن تتولى هذا المنصب الجديد رسميًا مع بداية شهر يناير من عام 2015 المقبل.

الجدير بالذكر أن ألبوم الفنانة ريهانا “أنوبولوجيتيك” حصل على جائزة الجرامى عن فئة أفضل ألبوم “آيربان المعاصر” فى حفل توزيع جوائز الجرامى السادس والخمسين وذلك فى يناير من العام الجارى.

 

اضغط هما لمشاهدة الصورة

25/12/2014

متقاعدون يستنجدون بالعودة الى العمل

 

 

 

ساعات طوال أمام شاشة التلفزيون، تجمعات حول طاولة الديمينو، أو القبوع بزاوية بإحدى مقاهي الحي أو الساحات العمومية، تلكم هي الحياة الروتينية التي يحياها معظم المتقاعدين في الجزائر، فبمجرد بلوغهم سن الستين يحول أغلب العاملين في مجتمعنا الى الانطوائية والفراغ، رغم حاجتنا الى هذه الفئة كونها أرشيف الخبرة الطويلة، غير أن القاعدة لا تنطبق على الكل، فهناك منهم من رفض تسليم نفسه لجملة الأزمات النفسية والاقتصادية التي يتسبب فيها الفراغ، فهناك من لايزال يشعر في قرارة نفسه أنه قادر على العطاء رغم بلوغه سن المعاشية، فتجدهم يواصلون ممارسة المهن التي شبوا عليها في اطار آخر أو يتوجهون الى مهن غيرها، فيما يجد بعضهم نفسه أمام حرفة تعود به عبر الزمن الى ميولاته أيام الشباب، يهربون بها من شبح العلل والعجز البدني الذي يعاني منه الكثيرون في هذا العمر، بعد ابتعادهم عن ميدان العمل..

حفاظا على شعورهم بالفعالية الاجتماعية، يواصلون..

  يقسم العديد من الباحثين والمهتمين في علم النفس والاجتماع، العاملين بعد سن التقاعد الى ثلاث فئات أشخاص يعملون حبا في العمل، هؤلاءيصابون بالخوف والهلع عند توقفهم لشعورهم بأنهم سيصبحون غير نافعين، ومن يتعلقبعمله بشدة يصاب بالاكتئاب إذا واجه قرار التقاعد، * أشخاص يعملون حماية لذواتهم، ومن يعمل حماية لذاته ينظر للتقاعد على أنه فترة عزلة وحاجة ماسة إلى مسؤولية الآخرين فضلا عن إحساسه بالتبعية، و*أشخاص يعملون استغلالا لذواتهم، وعادة ما يختارون وظائفهم بأنفسهم، وهم من يقررونالاستمرار في العمل من عدمه وحينما يجبرون على ترك العمل يصابون عادة بالاضطراب النفسي والاكتئاب، ولأن الامر كذلك بات التقاعد هاجسا يطارد العاملين حتى قبل حلول موعده، ولكن الوعي الذي اكتسبه البعض جعلهم يفكرون في برنامج ناجح لهذه المرحلة، من شأنه أن يبعدهم عن شرنقة الضيق النفسي والشعور بعدم الفاعلية، هو تماما ما خلص اليه صالح، في عقده السادس، ممرض في السلك العام لمدة تفوق الثلاثين عاما، قضاها يطوف بين أسِرَةِ المرضى يطبب جراحهم ويعتني بوضعهم الصحي، الى أن شارف على التقاعد، وهنا صار من الضروري أن يبحث له عن سبيل يجعله دائم الارتباط بالميدان، نظرا الى أن صالح حسب ما لاحظناه هو شخص حيوي للغاية رغم تقدم عمره، بالإضافة الى كونه يعشق عمله تماما كما يجد متعة في مساعدة الآخرين وعمل الخير، وقبل أن يحال قانونيا الى التقاعد، نظرا لإتمامه سنواته الاثنين والثلاثين في المستشفيات العامة، استأجر له عيادة صغيرة بالبليدة، أين يزاول حاليا عمله بشكل عادي، فبين قاعة العلاج والتنقل لخدمة المرضى العاجزين عن التنقل يقضي الممرض النشيط يومياته في مهام انسانية، بدل التسكع بالشوارع والأسواق من دون وجهة ولا هدف، مرتاح البال راضيا عن تفانيه.

حينما تنشد الراحة الاقتصادية بدل البدنية يصبح العمل ضرورة

يعتبر قرار التقاعد بالنسبة للكثير من العمال الجزائريين، بمثابة حكم جائر للحياة، يتنكر فيه الكل لصنيعهم، خاصة أولئك الذين يعيشون وضعا اقتصاديا متدن، لعدم توفر مصادر أخرى للمال غير ما يجنينه هؤلاء من أجر زهيد مقابل مهنهم التي يزاولونها، فان التقاعد سيرديهم -لا محالة- الى واقع أشد قسوة ومرارة، هو حال آلاف الكادحين من عمال الشركات، وغيرهم ممن يشغلون مناصب متواضعة لدى الوظيف العمومي، عمي الطاهر، موظف بإحدى الادارات، أثناء دردشتنا معه كشف لنا أنه مقبل على التقاعد في الأيام القليلة المقبلة، وأنه من ضمن مشاريعه  المستقبلية  فتح  قاعة صغيرة يمارس فيها مهنة كاتب عام، وعندما توجهنا له بالسؤال: لماذا لا ترتاح كجميع المتقاعدين؟، أجابنا: "الراحة بالنسبة لي لا ترتبط ببدني، وإنما بفكري ووضعي الاقتصادي، عليَ التخلي على المسكن الذي أشغله واستجار آخر، وراتبي سينقص، ما يعني أنه عليا خلق مصدر رزق آخر ومواصلة العمل"، غير أن الصورة تصبح أشد عتمة، اذا ما تحدثنا عن واقع متقاعد مثقف، أفنى أكثر من ثلثي عمره البائس يلقن الأجيال قواعد لغة الضاد وأبجديات الرياضيات، ليجد عبد المجيدنفسه يتقاضى معاش تقاعد لا يكفي لإعالة نصف أبنائه الثمانية، بعد أربعين سنة من التدريس كمعلم بالابتدائية، فهل عليهبالاستسلامللفقر والحاجة؟ لا، فقد توجه مربي الأجيال بعد ما أوصدت في طريقه كل أبواب الرزق الى طاولة لبيع الأواني، بالسوق الموازية، يسترزق بها وعائلته، اضافة الى راتب تقاعده المتواضع الذي لا يغطي حاجياته  ومتطلبات ابنائه الكثيرة.. خالد، متقاعد آخر دخل عقده السابع، قابلناه في يوم شديد الحرارة، بمحطة النقل البري 1ماي بالعاصمة، يبيع قوارير الماء المعدني للمسافرين، يقول:" قضيت أزيد من خمس وعشرين سنة كعامل بشركة خاصة، أتقاضى أجرا زهيد، وحينما أحلت إجباريا على التقاعد وجدتني عاجزا عن إعالة أبنائي، الذين من بينهم شاب معاق".. خالد، بدى راضيا بقسمة الله حينما ابتسم قائلا:" أن تتعب في هذا الجو الحار وتكسب القليل من عرق جبينك أفضل من أن تنتظر مساعدات الآخرين..".

التقاعد أحالها للفراغ النفسي

يجزم معظم العاملين على ان أدائهم لمهامهم تجعلهم راضين عن أنفسهم، وتشعرهم بالفعالية الاجتماعية، مهما كانت مهنهم شاقة، فإن للعمل اثر كبيرا على نفسيتهم، السيدة جميلة، جدة لثلاثة أحفاد، دخلنا محلها الذي لا تستطيع أن تفسر طبيعة نشاطه من الوهلة الاولى، واستمعنا الى قصتها: "بدأت العمل في سن مبكرة في تسيير شركة للبناء، بعد إفلاسها، تنقلت للعمل كسكرتيرة بإحدى المتوسطات، تزوجت وأنجبت، وعندما كبر ابنائي وزادت متاعبهم، أحسست بضرورة البقاء الى جانبهم، لأدعمهم نفسيا في سنوات مراهقتهم.. قدمت لتقاعد قبل اوانه، ولكن هذه الخطوة اثرت عليَ بالدرجة الأولى، فأصبحت أعاني من فراغ نفسي، بعد أن أقوم بكامل واجباتي المنزلية أخلو لنفسي دون مشاغل، ولا أنيس، فأبنائي يتوجهون للعمل أو للدراسة، وزوجي غائب معظم الوقت بسبب عمله بالجنوب، فاهتديت الى فتح محل للخياطة، وبدأت نساء الحي تزورني دون انقطاع، وشيئا فشيء بدأت أمارس تجارة الملابس بنفس المحل، ثم الذهب والاواني، أشتري من زائراتي وأبيعهن.. يقصدنني لهذا الغرض".

العمل بعد التقاعد مرتبط بظروف المعيشة 

العمل بعد التقاعد، ظاهرة باتت حثيثة في المجتمع الجزائري، ويرجعها الأخصائيون الاجتماعيون الى أساب وعوامل عدة، حيث تقسمها الدكتورة مسايد أمينة حسناء، الى أربع عوامل أساسية، أولها: ارتفاع مستوى التعليم والتكوين، فالعامل الذي يحال الى التقاعد، يملك مؤهلات وكفاءات، يكتسبها من خبرته، فيشعر انه لا يجب التخلي عنها، ويحاول توظيفها وتطويرها من خلال العودة للعمل، وتقديم خدمات. أما العامل الثاني فأرجعته الأخصائية إلى تحسن الأوضاع الاجتماعية مع مرور السنوات، حيث تغير نظام التقاعد اليوم عنه قبل خمسين سنة، فبتحسن الإمكانيات الصحية وتوفر سبل العلاج، والمساعدات الاجتماعية، وارتفاع مستوى التسهيلات على جميع الأصعدة، أصبح بإمكان الفرد أن يواصل نشاطه لمدة إضافية من العمر، الذي قدره الديوان الوطني للإحصاء ب 72 سنة كمدى للحياة في الجزائر، بالنسبة للجنسين، اي ان تحسن ظروف المعيشة بالنسبة للكثيرين يساعدهم على مواصلة العمل، ولا يشعرهم بالرغبة في التراجع عن العطاء، ومن جهة أخرى يعتبر العامل المادي لدى فئة واسعة من المتقاعدين، دافعا للانخراط في العمل مجددا، بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة المعاشية، بالإضافة إلى ارتفاع سن الزواج، بمتوسط 30 سنة حسب الإحصائيات، ما يجعل رب العائلة الذي يحال إلى التقاعد وأبنائه لا يزالون في طور التمدرس، وتحت نفقاته، ملزما على العمل، أما العامل الرابع فيرتبط بالقيم الثقافية، حيث يعتبر الفرد العامل في جميع شعوب العالم، أفضل قيمة من الفرد المتقاعد، والمجتمع الجزائري من المجتمعات الديناميكية التي تقدس الفرد المنتج، وتنظر إلى الفرد الذي لا يعمل، على أنه يساهم في الركود الاجتماعي، وهذه الفكرة الأخيرة حتى وان لم تكن صحيحة إلا أنها راسخة في ثقافة الجزائريين.

الوقت الميت يشعرهم بالدونية ويدفعهم للعمل

لا ينكر الواحد منا أن المتقاعد يشعر بحالة نفسية مغايرة عن تلك التي تمتلكه وهو عامل معطاء، رغم أن التقاعد أمر طبيعي بعد سنوات العمل الطويلة، فهده المرحلة حسب الدكتور محمد شطوطي باحث ومستشار شخصي، تشكل مشكلا فعليا للشخص الذي يمر بها، خاصة في المدن الكبرى حيث تتجلى حركية الحياة، ما يشعر المتقاعد بالدونية جراء ملاحظته للمحيط الناشط من حوله، بالإضافة إلى نظرة الأهل له على انه ليس بصاحب قرار، هنا يحاول المتقاعد جاهدا لاستعادة مكانته وفرض وجوده، مقارنا نفسه بأيام الماضي، فيعود إلى العمل تلقائيا.. ويقول الدكتور شطوطي الباحث في علم النفس، بأن النفس معرضة للإصابة تماما كما يصاب الجسم، فالمتقاعد يمر بحالة نفسية قد تتحول الى أمراض نفسية مستعصية، تحتاج الى متابعة طبية، كالكآبة نظرا لانزوائه وتجاهل الناس له، وقليل من المتقاعدين من يستطيعون النجاة بحالتهم النفسية في وقت مبكر فيلهون أنفسهم بالعمل والنشاط المتواصل، ومن الأمراض النفسية التي يحاول المتقاعدون تحاشيها بالعمل هي التوحد، الذي يشعرون به وهم يعيشون وقتا ميتا بمفردهم، دون مرافقة من الأهل والأصدقاء، ثم أن الإحساس بالنقص وعدم الفاعلية، له أن يؤثر كذلك على المدركات العقلية للمتقاعد ويجعله يتكلم بخوف وقلق، ويتصرف بعدم ثقة.

 

 

10/12/2014

رجال يطلقون من أجل اللحاق ببنات العشرين ونساء يطلقن بعد ربع قرن من الزواج

 

انتشرت الكثير من الظواهر في مجتمعنا اليوم، لم تكن موجودة وإن وجدت لم تكن بهذا الحجم الذي هي عليه اليوم، من بينها ظاهرة الطلاق والانفصال بين الزوجين في مرحلة متقدمة من حياتهما، تصل إلى حد العقد السادس من العمر، وما يلفت النظر في هذه الظاهرة هي أسبابها وعددها الذي يزيد من سنة إلى أخرى، علاقة تناغمت في البدايات الأولى من الزواج، بل مودة وصلت في الكثير من الأحيان إلى ثلاثين سنة، لكنها فقدت لحن الحب وجفت موارده، فآلت إلى الطلاق والانفصال بين زوجين هرمين لعب الشيب بشعرهما، لكنهما اكتشفا أن في نفسهما طاقة جديدة في الحياة، ولو على حساب أسرة عمرت في بعض الأحيان لأكثر من ربع قرن.

علاقة بدأت في العشرين بحبيبي حبيبي وانتهت بعد الخمسين بأبغض الحلال عند الله

ألفنا أن عدم التوافق بين الزوجين لا يعمر طويلا، ربما يصل إلى حد الخمس سنوات على الأكثر، وإن كان أغلبها ينتهي في سنة، بل في الستة أشهر الأولى من التلاقي، فمادام التيار لا يسر بينهما فوجب التعجيل بالفراق، فلا خير في علاقة تستيقظ على الصياح وتنام على البكاء والنواح، غير أن هذا ليس باب مقصدنا، لأن الأمر أعظم عندما يصل الحال بين الزوجين إلى أن يصبحا في بعض الأحيان جدين لأحفاد من كلا الجنسين، هذه المودة التي عمرت لأكثر من عشرين أو خمس وعشرين سنة وزرعت الحب في أسرة بنيت على الإخلاص والرأفة بينهما، وجنت خير زينة الحياة الدنيا وهم البنات والبنين، لكن لأسباب خفية وظاهرة للعيان، حادت هذه العلاقة عن أصلها وهي تحتفل بعيد ميلادها الذي يتجاوز في الكثير من الأحيان ربع قرن، بل أكثر في بعض العينات ووصلت إلى نقطة الفراق الأبدي، ربما يسأل سائل عن الأسباب التي تعصف بعلاقة زوجية طرفاها وصلا إلى ما بعد الخمسين، بل كيف احتملا التوافق لعدة عشريات على الخير والشر، فهل كان يخفي كل واحد منها حسرة هذا الزواج التي بقيت دفينة طوال هذه المدة، وبقي كالحمم تتآكل بداخلها وتنتظر القطرة التي تفيض به وتأتي على كل ما يحيط بها، وهو حال مثل هذه العلاقات التي تنتهي إلى الزوال من أجل الماديات أو لرغبة المغامرة مع طرف آخر يقل سنا ويزيد حيوية، وهو ما خلصنا إليه في بعض العينات التي وقفنا عليها.

قارب الستين ينادي في المحكمة أريدها بنت العشرين

عينة من محكمة "الرويبة" قسم الطلاق، قل عنه جد فلك الحق، وقل عنه أب فأنت مصيب، هو هذا الهرم الذي انحنى ظهره واحدودب قده، ينادي في المحكمة "لا أريد أن أتم ما بقي من العمر مع من بدأت معها، أريدها بنت العشرين، لتزهو حياتي، لقد أنفقت وربيت ولي أحفاد، ماذا بعد هذا، أريد أن أنتبه الآن إلى نفسي بعد هذا الاهتمام بعائلتي، فأقضي ما بقي منها مع امرأة أخرى، تصغرني سنا وتزيدني حيوية، سئمت الوقوف على أطلال عجوز "الزوجة السابقة" وحان اليوم الفراق معها، فهي تريد وأنا أريد، عشت معها كل أنواع تجارب الحياة، لكن ضاقت علينا الأرض بما رحبت بعد هذه العشرة الطويلة التي وصلت إلى أكثر من ربع قرن".. هي إذا كلمات ممن تجاوز الخمسين، وكان السبب في طلب الطلاق الهروب من أطلال العيشة السابقة، أراد أن يموت بين أحضان فتاة أصغر ربما من بنته الصغرى، هي إذا من الأسباب التي يتخذها أكثر الرجال في هذا السن المتقدم من العمر، ملّ الكثير منهم النظر في تجاعيد صديقة العمر ويريد أن يخاطب نعومة جسد جيل يقل عنه سنا بعشريات كثيرة، لكن يسبقه بحيوية ونشاط ، فهل يقع التوفيق بينهما، أم  سوف يأتي يوم آخر يقف في نفس هذا المكان وفي نفس هذه المحكمة يشكو حزنه أمام القاضي من قهر هذه القوة الناعمة.

 أريد حريتي بعد ارتباط دام ربع قرن

منهن، من ترى أنها كانت في سجن الحياة الزوجية حتى ولو كانت تخرج وتعمل وتتجول كما تشاء، لكنها معنويا مرتبطة مع شخص مند عدة سنين، عينة أخرى لمن تجاوزت الخمسين اختارت الوحدة إلى جنب بناتها وأحفادها بعيدة عن صديق العمر الذي كان بالأمس رفيق الدرب وحبيب القلب، انتهت صلاحية زواج تربع كثيرا، صمد ودافع أمام كل دخيل وأمام كل الصعاب فآن الأوان أن ينفصلا وتنطوي أوجاع السنين وآهات العمر على صفحات طلاق متأخر، وتختفي كلها بين تجاعيد الوجه وضعف الجسد، زاد من إصرارها عليه، زوجها الذي رآى فيها أنها استوفت حقها معه وحان رحيلها عليه. هي إذا رغبة بين الطرفين، هي تبحث عن الحرية والراحة ربما، وهو يريد ثانية فالله أعلم بما في النفوس، لتنتهي علاقة زوجين في مرحلة جفت ينابيع الحب فيه، فهل حقا كانا مرتبطين جنسيا فقط، فأين المودة والرحمة التي كانت تجمعهما لعدت سنوات؟

طلاق من أجل عدم موافقتها الهجرة معه إلى موطن أجداده

تعددت الأسباب والطلاق واحد، إذا كان منهم من يبحث على بنت العشرين، وآخر من يسعى وراء أمور مادية، وأخرى من أجل حرية أكثر حتى وإن وصل بها الحال الى مرحلة المشيب، فإن "فاطمة" تختلف عن كل هذه العينات، بنت العاصمة التي أغرمت بابن مدينة من الجنوب الجزائري، وكانت النتيجة زواجا على سنة الله ورسوله، علاقة دامت لأكثر من ثلاثين سنة انتهت إلى المحكمة من أجل الطلاق بالتراضي، والسبب أن الزوج وبعد تقاعده شده الحنين إلى موطنه الأصلي، ونادته تربة أجداده، غير أن الأمر لم يكن سهلا على زوجته "فاطمة" التي ألفت الحركة والضوضاء في عاصمة الجزائر، بل تربت مند نعومة أظافرها على هذه الحال، أقسمت أنها زارت هذه الولاية ولم تستطع البقاء فيها أكثر من شهر، وبين الأخذ والرد، سافر الزوج إلى مدينته تاركا وراءه كل شيء هنا في العاصمة حتى الأولاد والأحفاد كتهديد لها، فقد ظن أن "فاطمة" سوف تحن له وتحمل متاعها وتهجر إليه، لكن لم يكن هذا، فصحيح أغرمت به في شبابه، لكن عند المشيب أمر آخر، وهو ما لم يحسبه الزوج، فعاشا تقريبا سنة كاملة منفصلين عن بعضهما، ولما كان دوام الحال من المحال، وجب التحرر من هذه الوضعية، فلا هما متزوجين ولا هما مطلقين، فكان الطلاق الفصل في هذه العلاقة، انتهت لاختلاف في التفكير والأصل، كل يبكي عن أصله وتربة أجداده، رحل هو إلى العاصمة من أجل عمله والاستقرار، ولما انتهت صلاحية عيشه هنا أراد الموت بالقرب من عشيرته، وهي أحبته وتزوجت به وأنجبت منه، لكن لم يجذبها للتخلي عن أصلها، وكان طلاق العجوزين الحل الذي أقرّ كل منهما أنه عادل فيما بينهما.

09/12/2014

شباب يتخذون الصداقة لإشباع غريزتهم المكبوتة

 

 

 

الصداقة كنز لا يفنى، شعار مستورد دخيل على مجتمعنا، اختصرها البعض في التواصل بين الجنسين، زاعمين أنها علاقة بريئة عفيفة، لكن الواقع عكس ذلك، فغرائز الجنسين تحفزهما على انجذاب أحدهما للآخر على حد سواء.

زمالة  لا صداقة

في إطار المجتمع يجد المرء نفسه بحاجة إلى غيره لكي لا يبقى وحيدا منبوذا في الحياة، وذلك ما يتأتى له عبر عدة مراحل من عمره في المدارس والعمل، ومع التطور التكنولوجي ووجود المرأة إلى جانب الرجل، تكونت مع الوقت مفاهيم جديدة دخيلة علينا، منها الصداقة التي قد يفضلها البعض في شكل الاختلاط بين الجنسين والتواصل بينهما باعتبار أن الرجل يتفهم المرأة أكثر، وهي بدورها تقدم له نصائح مفيدة، فتقف معه في السراء والضراء، وعن هذا يقول حكيم 24 سنة وهو طالب جامعي التقينا به أمام محطة الترامواي بحسين داي، أنه يتعجب لنظرة الناس إليه ولأصدقائه، خاصة الفتيات، فيصفهم أنهم معقدون ويطالبهم بالانفتاح والاستمتاع بالحياة، ويتابع قائلا "الصداقة هي من أسمى معاني الترفيه عن النفس، وأجد في ذلك سعادة في الاختلاط والتعرف على الجنس الآخر في إطار الحرم الجامعي دون أي نوايا خبيثة من الطرفين"، أما أمينة 21 سنة، فتفضل أصدقاء شباب، لأنه بحكم تجربتها العلاقة بين المرأة وأخرى تعمها الغيرة والأنانية.

لكن قد يدق ناقوس الخطر وتخرج هذه العلاقة البريئة عن نطاقها المعتاد وتتحول إلى حب من طرف واحد، فتختل الموازين ويتحتم على أحد الطرفين الدخول في علاقة غرامية وهو حال كنزة 29 سنة، حيث تقول أنها لا تنكر وجود صداقة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا سواء في حيز الدراسة أو العمل  وحتى خارجه، لكنها لا تدوم، مبررة ذلك بما حدث بينها وبين أحد زملائها في العمل، حيث جمع بينهما شيء من التفاهم والانسجام الذي بدأ بالسلام وانتهى بعرض حبه عليها، وتفاجأت من ذلك، لأنه كان لها مجرد زميل لا صديق، فاضطرت في الأخير على الإبقاء سوى على كلمة صباح الخير ومساء الخير.

مصالح مشتركة بين الجنسين 

ويكاد يجزم البعض أنه لا وجود للصداقة إلا تحت المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة سواء في العمل أو أثناء الدراسة، إذ لا يجتمع رجل وامرأة إلا لخدمة ما، وبمجرد انتهائها تنتهي الصداقة ببساطة، ويؤكد عادل 31 سنة ذلك، حيث يقول أنه لا شيء يمنع الرجل من رؤية المرأة على أنها أنثى والعكس صحيح، ففي هذه العلاقة تلعب الأطماع لعبتها وفيها يتم التخلص من سجن الحرمان والكبت إلى النور في نظرهم، وليس غير الرغبة تتحكم فيهم وتسيرهم، فكلاهما يدخل في علاقة، كل لغاية في نفس يعقوب، وحتى الصداقة تحقيق لمصلحة وقد تنتهي بالزواج أو تذهب إلى حد كارثة أخلاقية.

الصداقة والخيانة وجهان لعملة واحدة

إذن يجب أن نقبل بواقعنا الذي تفرضه أعرافنا ومعتقداتنا، ولا نتأثر برياح غربية غريبة عنا قد تقودنا إلى التهلكة، فخالتي فطيمة 51 سنة، تقول أنها قديما وليس بالبعيد لم تكن هناك صداقات أو تفاهمات، فالمرأة لا تعرف الرجل الذي هو محرم لها ولا تلتقيه إلا عند الزواج، ولا تعرف معنى العلاقة الجنسية إلا في إطار إنجاب الأطفال، وإن حدثت خارج ذلك فهي خيانة لأهلها ولعاداتها وتقاليدها، فتسقط في مستنقع المجتمع الذي يتبرأ منها في النهاية.

أما محمد فذهب للقول "لا وجود لصداقة بين الجنسين، لكن نعم للزمالة، رغم أني لا أحبذها، لأنه لا يجتمع اثنان إلا والشيطان ثالثهما، وإنما هناك زواج وزوجة وزوج.

و بذكر الزواج، فإن كل علاقة خارجة أو صداقة ترادف الخيانة، فلا يقبل بهذا الأمر الشريكان، لأنها تهدد قفصهما الذهبي، فحليمة 36 سنة و هي ربة بيت، ترفض أن تكون لزوجها صديقة بصفتها امرأة غيورة وضعت شرط الإخلاص لها للإبقاء على زواجها، وعدم المطالبة بالطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله.

فالصداقة بين الرجل و المرأة موجودة في أماكن محصورة، كما انها مهددة بالتلاشي شيئا فشيئا، وقد تؤدي إلى هدم البناء الأسري، خاصة إن كانت خارج الزواج.

 

 

 

أمراض خطيرة تصيب مستخدمى الكمبيوتر

03/12/2014

أمراض خطيرة تصيب مستخدمى الكمبيوتر

 

 

 

 

حذر الباحثون من ستة أمراض قد تصيب الأشخاص الذين يجلسون طويلا أمام شاشات الكمبيوتر وتأتى أمراض القلب على رأسها، إذ إن العضلات أثناء الجلوس لفترات طويلة تحرق كمية قليلة من الدهون، كما أن الدم يسير ببطء فى الأوعية الدموية، مما يساعد على تشكل الخثرات الدموية ويقلل من نشاط القلب، ويزيد من احتمال الاصابة بارتفاع ضغط الدم.

آثار مواجهة الحاسب الآلى الجانبية

كما تسبب مواجهة الحاسب الآلى ضغطاً كبيراً على الكتفين والعمود الفقرى وتمنع الدم والعناصر المغذية من التدفق بين الفقرات، وهى وراء الشعور بآلام شديدة فى منطقة الظهر والكتفين، كما تزيد احتمال الإصابة بالديسك وأمراض العمود الفقرى الأخرى هذا بالإضافة إلى ضمور الأوراك، خاصة أنها تحتاج إلى الحركة الدائمة لتؤدى وظيفتها فى موازنة الجسم .

احذر البدانة ومضاعفاتها

تأتى البدانة بدورها كنتيجة طبيعية للجلوس لفترات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر، لكن الخطر الأكبر يتمثل فى متلازمة التمثيل الغذائى المصاحبة للبدانة، والتى تقود إلى ارتفاع مستوى السكر والكولسترول بالدم .

نصائح لتفادى أضرار الحاسب الآلى

أما عن العين فهى أهم جزء فى جسم الإنسان، ويجب الحفاظ عليها من ضرر الكمبيوتر، فعندما تجلس لوقت طويل أمام الحاسوب ومع مرور الزمن، تصبح عينك معتادة على رؤية  الاجسام القريبة فقط ولا تستطيع رؤية البعيدة  منها بشكل جيد، لهذا فأن الأطباء ينصحون بالنظر بعيدا لمدة 5 إلى 10 ثوانى، لكى تتفادى الإصابة بهذا المرض الناتج عن شاشة الحاسوب .

وينصح الخبراء والأطباء من مستخدمى الكمبيوتر الاعتدال والاسترخاء التام كل 15 دقيقة على الأقل لمن يضطره العمل إلى الجلوس طويلاً أمام شاشة جهاز الكمبيوتر.

02/12/2014

يحدث في شوارعنا..

 

 

بلا حياء..مراهقات يتأبطن رجالا على "الفياسبا والياماها"

 

فتيات في عمر الزهور يتأبطن فتيانا في مثل أعمارهن ويركبن دراجات نارية تسابق الهواء ...إنها ليست لقطة مهربة من الأفلام الهندية بل إنه مظهر من المظاهر الدخيلة على مجتمعنا المحافظ في الشوارع الكبرى والطرقات السريعة في العاصمة. مراهقون ومراهقات يحلقون في الطرقات بدرجات نارية في تصرف أقل ما يقال عنه أنه يحمل من التهور والمجازفة الشيء الكثير، ناهيك عن عدم احترام قواعد سياقة هذا النوع من المركبات، ويجهلون مخاطر مثل هذه التصرفات المجنونة.بل ويضربون بالعادات والتقاليد عرض الحائط في مظهر اقل ما يقال عنه أنه خليع.

الفياسبا و"الياماها" و'' الهارلي دافيدسون'' لمن استطاع إليها سبيلا

 لطالما كان حلم سياقة الدراجات النارية ذكوريا بإمتياز لكن ضريبة الإختلاط والتمدن أفرزت ظاهرة جديدة باتت اكبر شوارع العاصمة وطرقاتها تعيشها.اليوم ما عادت السيارة فرصة للتباهي ولفت الإنتباهفالدراجات النارية بمختلف ماركاتها هي الأكثر موضة عند الشباب. فتيات  في أبهى حللهن يتأبطن شبابا في مقتبل العمر يمرون أمامك في لمح البصر وهم يركبون دراجات نارية من مختلف الماركات:"الفيسبا" و"الياماها" وحتى "الهارلي دافيدسون" كلها باتت مطلوبة في الجزائر، حتى يركبها الجنسين للتباهي أمام الغير.  وقد أكد لنا الكثير من الشباب ممن يعرفون ويحفظون الكثير من الماركات الخاصة بالدراجات النارية أنها باتت من وسائل التباهي عند أولاد بعض العائلات وأن طرق تباهي هذه العائلات بثروتها قد تغيرت على أيامنا فلم تعد السيارات الفخمة المميزة للمستوى الاجتماعي لصاحبها هي كذلك ولكن ربما في سن معين لكن المراهقين والشباب يفضلون التباهي بماركة عالمية لدراجة نارية  وللتعبير عن الحرية الشخصية عن طريق ذلك.خاصة اذا كانت كبيرة وفخمة ،  حتى أن الكثير من الاولياء باتوا يقدمونها لأولادهم كهدايا في مناسبات أعياد الميلاد أو النجاح في الدراسة.وهناك من يتأثر بها ويشغف بسياقتها فيذهب لكرائها المهم أن يتجول بيها وحتى يكون محط الأنظار يختار ونيسة لجولته النارية.

 الدراجات النارية الموت المعجل

 ظهور بعض المراهقين وهم يقودون مختلف الدراجات النارية في شوارع ومدن العاصمة، هو مظهر مقلد ومهرب عن العادات الغربية، لكن بغض النظر عن أصول الظاهرة الدخيلة تبقى خطورتها أكثر الأشياء التي تعيدها للواجهة في كل مرة فالكثير من الحوادث المميتة التي يتعرض لها راكبو هذه الوسلية فكم من عائلة اهتزت لخبر وفاة أحد أبنائها أو بناتها جراء ركوب الدراجة النارية وسياقتها بسرعة جنونية ودون خوذة. وهو حال عائلة "ن" والتي نزل عليها خبر تعرض ابنتهم "ح.ن"لحادث أودى بحياتها كالصاعقة، المفاجأة كانت أكبر عندما كشفت التحقيقات أن "ح.ن" البالغة من العمر 16 سنة والتي تقطن بأحد أحياء العاصمة تعرضت لحادث بالطريق السريع لولاية "تيبازة" وكانت رفقة شاب من على دراجة نارية بدون خوذة.

بين مرحب ورافض تبقى الظاهرة غربية بامتياز

الظاهرة على جدّتها هناك من وجد لها مبررا واعتبر أن الأيام كفيلة بإزالتها  وهناك من عارضها ورفض أن تصبح جزءا من يومياتنا. وتقول السيدة "سليمة" أنها سبق وأن شاهدت مراهقات خلف شباب على دراجات نارية يطيرون –كناية عن السرعة المفرطة- على حد تعبيرها وعبرت عن جام سخطها عن مثل هذه المظاهر المشينة فلا عاداتنا ولا تقاليدنا تجيز أن  التصاق الجنين بتلك الطريقة.مضيفة أنها ترى مثل هذه السلوكات تعبيرا عن رفضهم لمجتمعهم الذين يعيشون به. أما السيد "حليم" فكان له رأي مخالف وقال أنها لا تعدو أن تكون موضة جديدة سرعانما يتجازوها الزمن، صحيح أن السرعة التي يقود بها الشباب جنونية ولكن إلزامية التقيد بشروط سياقة مثل هذه الوسائل من شأنها أن تحد من التهور في السياقة والحد من الظاهرة ككل.فمجتمعنا لا زال محافظا ولا يسمح بتجاوز الكثير من الحدود الإجتماعية المتعارف عليها، فلا زالت قيادة الدراجات النارية تعتبر مظهرا من مظاهر التمرد فالمجتمع الجزائري بإختلاف طبقاته لا زال محافظا ولا يمكن أن نقيس عليه ظواهر جديدة وحالات شاذة.

29/11/2014

أنجلينا جولى ستعتزل التمثيل قريبا

 

قالت الفنانة أنجلينا جولى فى تصريح لها خلف الكاميرات “إنها تنوى اعتزال التمثيل قريبا والتفرغ لتربية أبنائها”، وكان ذلك أثناء عرض فيلم أنبروكنوالذى قامت بإخراجه، وأوضحت الفنانة أنجلينا جولى أنها لن تعتزل التمثيل تماما كما يتصور البعض ولكنها ستقلل من عملها الفنى وستظهر بشكل أقل من خلال إخراج الأفلام أو بطولة أفلام أقل.

قامت الفنانة أنجلينا جولى بإخراج فيلم مأخوذ من كتاب حقق أعلى مبيعات، وتتحدث القصة عن العداء الأولمبى لويس والذى قضى 47 يوما على سترة نجاة بعد تحطم طائرته فى المحيط الهادى، كما قضى عامين فى الأسر لدى اليابانيين.

27/11/2014

القرآن الكريم.. توماس جيفرسون والجزائر

 

عند انتخابه في نهاية 2006 لم يتوقع الأمريكيون أن عضو الكونغرس الجديد عن غرفة النواب والممثل لولاية مينيسوتا، السيد كيث إليسو، سيضيف شيئا جديدا لأداء اليمين التشريعي، وهذا عندما خالف التقاليد المعمول بها منذ 220 سنة، وأسرّ على أنه لن يقسم إلا على القرآن الكريم، باعتباره مواطن أمريكي يدين بالديانة الإسلامية. ورغم أن القانون لا يحدد أن يكون أداء اليمين على كتاب المسيحيين أو كتب أخرى، إلا أن طلب القسم على القرآن الكريم كان حدثا خاصا، أي وقوعه في مؤسسة تتميز بالتراث الإنجيلي وتداول عليها، إلى حد الآن، آلاف النواب وأعضاء مجلس الشيوخ وأصبحوا يقومون بالقسم سواء بوضع أياديهم على الإنجيل أو إتيانهم به لإتمام المراسيم.

 ها هو موعد القسم الذي حدد يوم 4 جانفي 2007 يقترب وتقترب معه كل التساؤلات والتجاذبات والتأويلات حول مصدر المصحف والبلد الذي تمت فيه الطبعة. لكن وخوفا من أي انعكاسات مستقبلية، اختار النائب الجديد الرد المهذب على الجميع، حين قام بإبلاغ إدارة مكتبة الكونغرس بقراره استعمال النسخة الوحيدة للقرآن، وهما جزآن موجودان بالمكتبة منذ سنين.
هذا الاختيار فضل من خلاله المنتخب عن ولاية مينيسوتا استعمال التراث الوثائقي والتاريخي للولايات المتحدة، وبالتالي التأكيد على أن أمريكا لها هي كذلك المصحف الذي ارتبط بتاريخها ومسيرتها. فكانت الصورة التي ظهر فيها أليسون واضعا يده على الكتاب، في حين وضعت رئيسة غرفة النواب نانسي بلوزي يدها على يد إليسون، كتلك النافذة التي مكنت الأمريكيين من اكتشاف أن المصحف القرآني ليس بغريب عن هذا البلد. هذا المصحف الذي ظل طوال عهود كبيرة حبيس الخزائن وأعطيت له عدة أسماء: “كتاب المسلمين”، “قرآن محمد” أو “المصحف القرآني” لتوماس جيفرسون.
توماس جفرسون والقرآن: هي رحلة تأخذنا إلى سنوات بعيدة، 260 سنة إلى الوراء، إلى ذات عشية من خريف عام 1756 في المنطقة الغربية الوسطى لولاية فرجينيا الأمريكية، وبالضبط إلى مدينة ستانتون بمقاطعة أوغستا. للإشارة، لم تكن فرجينيا في عام 1756 ولاية، بل مستوطنة يتم تسييرها من قِبل حاكم في إطار ميثاق بريطاني، وهذا قبل ظهور الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1776. ولنقل إن ستناتون كذلك، وبالرغم من أنها عاصمة المقاطعة، لم تكن بحجم المدينة في ذلك الزمان، بل بمجمّع من 70 مسكنا يملكه المعمرون البروتستانت المتكونة غالبيتهم من المهاجرين الايرلنديين. 
إذن، في تلك العشية خرج صامويل قيفنز رفقة كلبه ودخل الغابة المجاورة بحثا كعادته عن طريدة. وفي منحدر للمسلك الذي أخذه وقع نظره على كائن ملقى تحت أوراق الأشجار والأغصان، فهمّ الصيّاد لإطلاق النار، لكن الشك راوده فتريث قليلا ثم تقدم للتأكد من شكل هذا المخلوق، وإذا به يرى أمامه جسما بشريا فاقدا الوعي ملقى على الأرض في وضع صحي كارثي، فما كان عليه إلا أن يحمله على حصانه عائدا به سريعا إلى بيته لإسعافه. استفاقت المستوطنة فجأة على حدث جديد وغريب، وراح المزارعون يهرولون إلى بيت صامويل، وتدخلت الكنيسة وظن الجميع أن الشخص ينتمي إلى الأعداء الإسبان المتمركزين في أقاليم جورجيا وفلوريدا، لكن بشرته البيضاء وملامحه، وخاصة ختانه سرعان ما أعادوا الحيرة إلى الأذهان. وهكذا أصبحت قضية هذا الأجنبي وشفائه قضية الجميع، ليس على مستوى مقاطعة أوغستا فحسب، بل على نطاق أوسع حتى من مستوطنة فرجينيا، الإقليم الأول للاستيطان البريطاني في العالم الجديد. 
وبعد بضعة أيام تعافى نزيل صامويل من مرضه، وأصبح قادرا على امتطاء الحصان، لكن المشكلة هي أن الشخص لا يعرف اللغة الإنجليزية، ولم يكن في استطاعة صامويل ومواطنيه فهمه وفهم قصته. فبطلب من المسؤول العسكري الكولونيل ديكرسون، حل الغريب ضيفا في بيته وبين عائلته، وأصر ديكرسون على التكفل به وقام أبناؤه بإعطائه دروسا في اللغة، وانبهر الجميع بالسرعة التي تعلم بها. وكان الكولونيل يصطحبه معه إلى بعض الأماكن في ستانتون كمقر العدالة وإدارة المقاطعة، لكن، وفي أحد الأيام وهو يتصفح بعض الوثائق في مكتبة الكنيسة، وقعت عيناه على مخطوطة بالإغريقية فقام بقراءتها فزاد هذا من حيرة الكاهن ومستضيفه ديكرسون، خاصة أنهم لم يروا طيلة حياتهم شخصا يتقن الإغريقية، فهي لغة مقتصرة على عائلات قليلة من الأثرياء الأرسطوقراطيين أو بعض رجال الدين.
شهور مضت، وها نحن في سنة 1758 وبعض الروايات تقول بداية 1759، وجاء موعد الكلام بعدما أصبح “أخونا” يتقن اللغة والتعبير بطلاقة، فحضر الجميع إلى ضيعة الحاكم العسكري لسماع قصته.. اسمي سليم وأنا محمدي (وهي التسمية التي أطلقها الكاثوليك ثم البروتستانت على المسلمين آنذاك) وأنا أسكن الجزائر وعائلتي من أثرياء المدينة.. فأخذ الجميع يبحث عن هذا البلد، ظانين أنه بالقرب من الدومينيك! أبعد من انجلترا.. نعم! أبعد من الأسبان... نعم! أقرب من بابا الفاتيكان.. نعم، وكلما ابتعدت الجزائر أو اقتربت في مخيلة الحاضرين كان لزاما على الكولونيل ديكرسون وجون كراغ الرجل الأول للبريسبتريان البروتستانت بالمنطقة الاستنجاد بمسؤولين ومثقفين يقيمون 200 كلم شرقا، أي في عاصمة فرجينيا آنذاك وهي ويليامسبرغ: المدينة العريقة بالقرب من الشاطئ الأطلسي.
فكلمة الجزائر هي المدينة التي تقع في إقليم كبير أطلق عليها الإنجليز وأقاربهم في المستوطنات الأمريكية اسم الدولة البربرية الوسطى State. في 1758 لم تكن تسمية العاصمة الجزائرية الحالية تنطق بهذا الشكل، ولم ينطقها سليم كذلك. هذه المدينة التي أنشأت على أنقاض إكسيوم القديمة بين القبائل الأمازيغية آث مزغنا، كان نطقها يربط انتسابها إلى الدزايري أو الزيري وهو أب بولوغين مؤسسها. أما كلمة َAlger بالفرنسية وبالإنجليزية Algiers فما هي إلا اشتقاق من Alguer تسمية يكون قد أعطاها سكان Alicante الإسبانية لأسرى اختطفوا من منطقة تيڤزيرت وآزفون على السواحل الجزائرية في بداية سنوات 1500. وكثيرا ما نجد عائلات أوروبية تنتسب إلى Sarrazins (أي مسلمي شمال إفريقيا) أو Alger, Alguer كوالدة زوجة رئيس الوزراء البريطاني الحالي.. مثلا.
رغم أننا لم نتحصل ولم نجد الرسالة المترجمة والتي أرسلتها الملكة البريطانية إيليزابيت الأولى (1533 -1603) لباي الجزائر(لم يكن هناك داي بعد) عندما قامت بتعيين أول قنصل لها وهو ميستر جون تيبتون سنة 1580، إلا أننا نؤكد جازمين أن التسميات التي أعطاها الأوروبيون لجيرانهم مسلمي الضفة الجنوبية ستوضح بعض الأحداث وتعري بعض الخلاصات والاستنتاجات. 
للعلم، فإن القنصل تريبتون هو أول قنصل يعين في العالم، وكانت البداية بالجزائر ليس لحل مشكلة أسرى بريطانيين أو لأن لندن تريد كسر الحلف اللاتيني بصديق مسلم، بل لأن هذا البلد تزعّم الجبهة الإسلامية ضد العالم المسيحي الأوروبي، وكان لزاما التحاور معه. 
ولا أحد يستطيع أن ينكر أن طيلة ثلاثة قرون (1515-1818) كان القتال في المحيط الأطلسي إلى الهجوم على أيسلندا والنرويج فالأراضي الجديدة بكندا وكذا الحرب في بالتيمور الايرلندية واحتلال سنة 1631 لجزيرة “لاندي” البريطانية في خليج بريستول من قِبل الجزائريين، ولمدة 35 سنة، هو قتال عقائدي أكثر منه اقتصادي. 
وللفت الانتباه فإن المؤرخين حاولوا دوما تصنيف ما جرى بين الجزائر وكل الدول الأوروبية كقرصنة بحرية خارجة عن القانون، وتقديم المجتمع المسيحي على أنه كان ضحية التهور الإسلامي، واضعين جانبا أن القرصنة التي قال عنها البريطانيين إنها حرب شرعية كانت من إنجاز اسبانيا، هولندا ومملكة نانت الفرنسية. ونعني بقراصنة “Corsairs” وليس “Pirates”.
ولنعد إلى سليم الذي قدّم نفسه كجزائري، والذي قال لمخاطبيه إنه كان يدرس في اسطنبول التركية وينتمي إلى عائلة ثرية من مدينة الجزائر. وبعد عطلة قضاها عند أهله عاد إلى تركيا للدراسة، لكن وبعد نصف يوم من السفر، هاجم قراصنة إسبان السفينة واختطفوا سليم. لم يذكر سليم كم عدد الذين اختطفهم الإسبان، بل تكلم عن نفسه، وقال إن سجانيه قاموا بإهدائه إلى مهاجرين فرنسيين عابرين شمال جزر ماديرا البرتغالية إلى الأطلسي باتجاه خليج المكسيك، أي متوجهين إلى مستعمراتهم آنذاك أو بالأحرى لويزيانا الأمريكية. والقصد من لويزيانا ليس الولاية الحالية، بل كل المنطقة الوسطى للولايات المتحدة قبل أن يبيعها نابليون الفرنسي للرئيس الأمريكي توماس جيفرسون سنة 1805. نفتح القوس: أعطى الأمريكيون مصطلح Louisiana Purchase لخلق عقدة تاريخية للفرنسيين الذين حاولوا باحتلال الجزائر تعويض الخسارة، لكن بعد 132 سنة حدث العكس.. فكان الألم أكبر. نغلق القوس..
ووصل سليم إلى مدينة نيو أورلينز وبيع في المدينة نفسها، وها هو يصعد شمالا إلى منطقة المسيسيبي ثم إلى منطقة الأوهايو. وتشاء الأقدار أن يسقط ظاسيرا لدى قبائل الشاوني فرع من الهنود الحمر، والتي سافرت به قليلا إلى الشرق إلى منطقة كنتاكي. يقول سليم إنه كان لا يعلم في أي مكان كان بالنسبة لهذا لعالم، لكن وفي أحد المرات وجد نفسه بالقرب من امرأة مكبلة ذات بشرة بيضاء كان قد اختطفها الهنود من منطقة فرجينيا الغربية، فحاول إفهامها بالإشارة “إنه يريد الفرار”، طالبا منها أي اتجاه آمن يأخذه؟ فما كان رد المرأة إلا الاستدلال بشروق الشمس لتحديد الوجهة التي يجب أن يسلكها لكي لا يقع في قبضة الإسبان أو الفرنسيين. 
نجح سليم في الإفلات من قبضة الشاوني، واتجه شرقا وقطع طيلة أسابيع وديان وجبالا، وها هو يلقي بكل ما أوتي من جهد لاجتياز أدغال مونونغاهيلا الشهيرة ويدخل مقاطعة أوغستا الفرجينية أين وجده صامويل ذات مساء، على حافة الموت.
في سنة 1760 قام الجميع، وعلى رأسهم جون كراغ، بجمع كمية معتبرة من النقود لمساعدة سليم الجزائري أو بمن كان يعرف بـNorth African Educated Student للتمكن من العودة إلى وطنه. غادر سليم ستانتون إلى ويليمسبورغ حاملا رسالة من جون إلى روبيرت كارتر، أحد أثرياء المدينة وعضو مجلس فيرجينيا كومن ويلث، لكن كارتر فعل أكثر مما طلب منه، فإلى أن يحين موعد الرحيل استضافه عنده وقدم له كل المساعدة والتقى سليم مع أصدقاء كارتر، فكان الجميع يحبه ويحترمه. واستقر الجزائري بالعاصمة ويليمسبورغ، وانبهر بجامعتها “ويليام أند ميري” التي بنيت في سنة 1693.. وجاء يوم المغادرة. 
للعلم، نحن في 1760 في أوج العداوة بين البريطانيين والتحالف الفرنسي الإسباني، ولم يكن هناك إلا ربط بحري موسمي بين ميناء يورك تاون 20 كلم على العاصمة ويليمسبورغ من جهة وميناء بورتسموث جنوب بريطانيا من جهة أخرى، في رحلة شاقة تستمر 22 يوما عبر الأطلسي. تكفل كارتر بجميع الإجراءات، وأعطى للجزائري ورقة مرور آمن إلى بورتسموث بانجلترا.. فميناء جبل طارق.. فالجزائر، وانتهى الفصل.
مرت سنتان، أي 1762، وظهر سليم من جديد في فرجينيا، وهذه مرحلة أخرى تتطلب كلاما آخر. المهم أن ويليمسبورغ رحّبت به واستقبله الجميع بحفاوة، وها هو في جامعة “ويليام أند ميري” يتكلم، وأصبحت اللغة الإغريقية ميدانه، وها هو يلتقي مع طالب يبلغ من العمر 19 سنة اسمه توماس جيفرسون 1743–1826 الذي كان متحمسا لمعرفة العالم الإسلامي، وخاصة قراءة كتاب محمد كما سمي آنذاك. في سنة 1765 تحصل جيفرسن على نسخة من القرآن الكريم في جزأين من مقر جريدة ومطبعة فرجينيا غزيت، هذه النسخة التي طبعت في لندن بإنجلترا سنة 1734 هي من ترجمة المستشرق جورج سايل 1697-1736. في سنة 1801 أصبح جيفرسون الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية إلى غاية 1809. في 1815 أهدى “توماس جيفرسون” كتبه، بما فيهم المصحف القرآني، لمكتبة الكونغرس.. هو المصحف ذو الجزأين الذي استعمله النائب كيث إيلسون يوم 4 جانفي 2007 لأداء اليمين.

26/11/2014

طبع الجزائري: يطفئ سيجارته بعنف ويضرب زوجته ويقاتل من أجل كرة القدم

 

لم تبق ظاهرة فحسب، بل تحولت إلى قضية شغلت العام والخاص، عندما وصلت نتائجها إلى حد القتل وموت الأشخاص، ترجمت في كل الميادين الاجتماعية وانتقلت حماها إلى ملاعبنا، فلا تمر نهاية كل أسبوع من التظاهرات الرياضية إلا ونحضر لخسائر مادية وبشرية معتبرة، لذا وجب التفكير في الأسباب الفعلية الناتجة عنها، ولا نبقى نفكر في القضاء على العنف في الحياة الاجتماعية بطرق مادية فقط، بل الذهاب إلى أبعد من هذا وهو القضاء عليه داخلنا، لما لها من أسباب وبعد اجتماعي عميق منذ الحياة الأولى للفرد، وعنه تحدثنا مختصة في علم الاجتماع التربوي.

وعن هذا تقول السيدة مرسواط مختصة في علم الاجتماع التربوي "هناك عدة  أسباب حقيقة أدت الى انتشار الظاهرة بشكل رهيب في السنوات الأخيرة وإن كانت موجودة مند القدم، غير أنها في الآونة الأخيرة استفحلت بشكل كبير وصلت إلى حد القتل وموت اللاعبين وكذا الأنصار داخل هذا الإطار الذي هو مخصص في الأصل للروح الرياضية والتنافس الشريف، وهذا مثال عن العنف عند الفرد الجزائري، وهناك عدة أسباب عميقة لهذه الظاهرة، وفي مجال إختصاصي كمختصة في علم الاجتماع التربوي أرى أن السبب الرئيسي الأول في انتشار هذه الظاهرة بالشكل الذي نراه اليوم هي التنشئة والتربية الأولى التي يتعاطاها الطفل داخل الأسرة سواء عن طريق المحاكاة أو التقليد هي التي تعطي له الخطوات الأولى في بناء شخصيته، وتنقسم ظاهرة العنف إلى عدة أقسام فيها ما هو مكتسب، وما هو موروث ، وكذا ما يأخذه الطفل من المحيط الذي يعيش فيه، وأبعد من هذا وبصورة دقيقة، نحن كمختصين في علم الاجتماع التربوي نرى أنه عندما تكون المرأة في مرحلة الحمل يجب أن تبتعد على كل ما يسبب لها التوتر والقلق، سواء من أفعال أو أقوال، وإن حدث العكس، فإن هذا يؤثر مباشرة وبشكل سلبي على الجنين، حيث يكتسب العدوانية والعنف في مرحلة متقدمة من حياته وهو في بطن أمه، وهذا ما تغفل عنه العديد من الأسر في المجتمع، ولا ينتبهون له بالرغم من أنه من الأشياء الضرورية التي نستطيع من خلالها الحصول على شخصية سوية وغير مضطربة عند الطفل مستقبلا، هذا من جهة ومن جهة أخرى عندما يكون الطفل داخل الأسرة ويرى هذا العنف بين الأبوين مثلا أو الأخوة، يصبح يمارسه هو كذلك، لذا مع مرور الوقت تصبح لديه قابلية لهذا ويصبح العنف والعدوانية عنده ظاهرة عادية جدا لا تعتبر استثناء أو تعديا على قوانين المجتمع، لذا لا يجب أن نغفل عن تربية الطفل على الكثير من الأمور في السنوات الأولى من عمره، لأن الكثير منها يتدخل في تركيبة شخصيته مستقبلا، بالإضافة إلى هذا أن الطفل يتربى على ما يراه فعلا داخل الأسرة، فلو يحدث مثلا أنك تحدثه لا تفعل كذا وكذا، وفي الوقت نفسه تقوم أمامه بسلوك عنيف أو عدواني فهو يأخذ هذا السلوك الذي رآه مباشرة وليس ما كان يسمعه منك، كما أن الشارع اليوم أصبح من العوامل ألأساسية التي تساعد في خلق هذه الظاهرة عند الفرد، وأبعد من هذا دور وسائل الإعلام المرئية التي تعطي صورا مختلف عن هذا العنف والعدوانية يحاول الطفل تقليدها داخل الأسرة أو في محيطه، فلا تعجب أنك تسمع عن طفل لم يتجاوز سن العاشرة اعتدى على طفل آخر في سنه، وهذا يرجع إلى الصورة التي يحملها في ذهنه من هذه الوسائل، إضافة إلى هذا غياب الوالدين في حياة الأطفال بحكم انشغالهما عنه، فنجد أن أغلب أسر الوالدين فيها عاملين وبحكم هذا فهما لا يعطيان مجالا كبيرا للجلوس إلى الطفل والحديث إليه عن مختلف احتياجاته، خاصة إذا علمنا أن الطفل يكتسب شخصيته وهو في سن الخامسة،  فعندما يأخذ القواعد الصحيحة في هذه السن فإن المحيط لا يؤثر عليه سلبا فيما بعد والعكس صحيح، لذا نجد الكثير من الأطفال اليوم متوترين وقلقين واكتسبوا هذه الشخصية التي تعطي في المستقبل شابا عنيفا وعدوانيا يجد مجالات عديدة لتطبيق هذا واقعا والملاعب أصبحت هي المهرب الوحيد لهذا".

العنف لم يأت صدفة، بل هو تحصيل حاصل للكثير من الأمور، وعن هذا تضيف المختصة في علم الاجتماع التربوي الاستاذة مرسواط "الملاحظ أن هذا العنف هو ترجمة للكثير من الحالات الاجتماعية التي يمر بها الشاب من كبت وغيرها يترجمه في ميادين كرة القدم، بل في الكثير من الأحيان أن الكثير من الشباب يدخل إلى الميدان من أجل العنف والتعدي ولا تهمه النتيجة اطلاقا، وتحولت الملاعب اليوم إلى أماكن لتصفية الحسابات بين الاشخاص، وأرى من الأسباب كذلك أن الرياضة اليوم أصبحت مرتبطة بالماديات، ونتيجة للكبت الذي يعيشه الكثير من الأفراد الذين يدخلون إلى الملاعب فهم يجدون الفرصة لتفريغ هذه المكبوتات وكشفها في مظاهر العدوانية والعنف".

  عن الظروف الاجتماعية الصعبة التي يمر بها الشخص، حيث أصبح يراها الكثير من المختصين والأشخاص أنها السبب في توليد طاقة العنف والعدوانية لدى الشباب، تقول المختصة "والله لا علاقة لها بموضوع العنف عند الأفراد، تأتينا حالات وعينات من المجتمع مرتاحة ماديا، لكن لها هذا المرض بداخلها للأسباب المذكورة أنفا، والعكس صحيح، فيه أناس حالاتهم الاجتماعية يائسة، لكنهم متزنون في شخصيتهم ولا تجد بداخلهم هذا العنف أطلاقا، لذا لا يمكن ربط الحالة الاجتماعية للشخص بأطراف خارجة عنه هو بذات، مثلا يجب عليه الاجتهاد في حياته وعدم انتظار الاهتمام من الغير، وكذلك الإيمان بالقدرات الشخصية، لأن كل الأفراد سواسية، بقي فقط كيفية التعامل معها وهذا هو الفرق بين الأشخاص، لذلك أرى أن إلصاق تهمة العنف بالظروف الاجتماعية للشخص مجرد كلام فقط، ولا يمكن بحال من الأحوال أن نربط ظاهرة العنف بملاعبنا بهذه الظروف، اللهم إلا اذا كان الفرد لم يجتهد في حياته وله نفسية مريضة يترجمها بالعنف والعدوانية تصل إلى حد القتل".

ولعل من الأدوات التي تسمح للحد من هذه الظاهرة  أو على الأقل إيجاد حل لها حتى على المستوى البعيد، تقول المختصة في علم الاجتماع التربوي "بحكم أن اختصاصنا العمل على تكوين مستشارين في الرياضة فإننا نسعى إلى إقرار مبدأ التسامح ونشره بين مختلف الأفراد من أجل الوصول إلى أشخاص أصحاء نفسيا والتقليل على الأقل نسبيا من هذه الظاهرة هذا من جانبنا، وكذا تضامن كل الأطراف كل حسب اختصاصه، لأن الأمر أصبح أعظم في ظل موت الأشخاص في ميادين كرة القدم التي كانت في الأصل للروح الرياضية والمنافسة الشريفة".

25/11/2014

عفيفات ضمن خانة الشقيات من النساء

 

تلفت نظرنا ظواهر عديدة في الكثير من الأحيان، تحمل الكثير من التساؤلات، لأنها تبقى مجهولة الأسباب، يدفعنا الفضول إلى فهمها حتى مع أنفسنا، ومنها ظاهرة حمل المرأة لآثار على وجهها لا أقصد الخلقية، لكن عاهة مستديمة كانت يد الإنسان سببا فيها عن طريق الأدوات الحادة، تختلف الأسباب، إلا أن الضرر واحد وهو تشويه عمدي لخلقة الله، فليس من الغريب أن تصل يد البشر إلى وجه امرأة حسناء وطمس معالم جمالها حتى ولو بشفرة حادة، مادامت تتعرض لمضايقات بطرق أو بأخرى من طرف نقيضها الرجل وحتى من بنت جنسها، فما هي نظرة الرجل إلى المرأة التي تحمل مثل هذه التشوهات على وجهها؟

تختلف الآراء من رجل الى آخر، فمنهم من يرى أن المرأة التي تحمل آثار الأدوات الحادة على وجهها هي امرأة منحرفة حتى ولو كانت الحادثة عن غير قصد وهم قليلون ومتحفظون في هذا الأمر وحتى ولو بتأفف، في المقابل يرى العديد من الرجال أن المرأة تتعرض إلى العنف الجسدي  في الكثير من المواقف في الشوارع، من طرف منحرفين فيصل الحد إلى تشويه خلقتها من أجل دراهم معدودات أو هاتف نقال، فلا يمكن بحال من الأحوال أن نحكم على أن هذه المرأة منحرفة، وهو ما يرويه البعض الذي حضر لمواقف مع فتيات تعرضن للتشويه في وضح النهار من أجل الدفاع عن أنفسهن، وهو السبب الذي يقر ببراءة الفتاة التي تحمل آثارا للأدوات الحادة على وجهها، لذا يجب أن نكون إيجابيين في الحكم عليها على حد قولهم. كما ذهب "فريد" إلى أبعد من هذا في الطرق الحديثة التي اتخذها الكثير من الشباب الضائع على حد قولة في الانتقام من المرأة عن طريق تشويه وجهها، خاصة في حالة الرفض أو المقاطعة، فلا يوجد حرج ولا خوف من الله في رسم معالم جارحة تبقى مستديمة على وجهها انتقاما منه لها، فلا يمكن أن نعتبر هذه الفتاة أو المرأة منحرفة مادامت تعرضت له عن طريق العنف.

لم تسلم حتى المرأة المتزوجة وفي بيتها الزوجي من هذه الظاهرة فيروي "مراد" شاب في العقد الثالث من العمر قصة جارته التي تعرضت إلى الضرب المبرح من طرف زوجها، ثم قام بتشويه وجهها بأداة حادة، فبالنظر إلى أخلاقها وإلى وجهها المشوه لا يمكن الحكم عليها أنها منحرفة أو بنت شارع على حد قوله.

بين حكم هذا وذاك، تبقى المرأة تعاني هذا الذي يراه البعض عارا تحمله على وجهها، وهو تشويه لخلقتها، وتبقى تصارع نظرات وتساؤلات الكثير من الأشخاص في السبب الذي أدى بالمرأة إلى الوصول إلى هذا الحال، في مجتمع لم يرحم العفيفات من النساء فكيف يرحم من تحمل آثارا للأدوات الحادة على خدها، وحتى ولو كان هناك تعاطف معها من الطرف النقيض لها، غير أن من تحمل مثل هذه البصمات أدرجت في خانة الشقيات من النساء، وبقيت الكثير منهن يعانين الأمرين بين منازعة جمالها، الذي طمس ولا يريد فهم الأسباب، وبين المجتمع الذي يحكم على الظاهر من الأشياء، وتبقى مطاردة من النظرات الحادة التي تلاحق الكثير منهن في كل الأماكن، ويبقى حظها قليلا في كل الحالات، بل أن الأمر ليس محسوبا فقط في الجرح الظاهري الذي تحمله، بل حتى في الأثر النفسي الذي يبقى حتى وإن تراجع هذا الجرح مع مر الوقت وأنطفأ فيكفيها لوعة مرور الآلة الحادة على نعومة وجهها. 

24/11/2014

جوجل يحتفل بذكرى ميلاد الرسام الفرنسى تولوز لوترك

 

 

 

 

دائمًا ما يفاجئ محرك البحث الشهير جوجل زوّاره بالاحتفال بالفنانين ومشاهير العالم فى ذكرى أعياد ميلادهم أو وفاتهم، وذلك من خلال تغيير شعاره بصورة للفنانين والمشاهير، ويحتفل جوجل اليوم بالذكرى الـ 150 لميلاد الفنان الفرنسى الشهير أنرى تولوز لوترك، صانع الأعمال الفنية والطباعية والمصمّم والمصوّر، والذى يُعتبر أحد أبرز الرسامين القدامى.

 لوحة قديمة للرسام الفرنسى تولوز لوترك بـ22.4 مليون دولار!

تمتع تولوز لوترك بالموهبة الفنية منذ صغره، فانغمس فى الحياة الغنية بالألوان والاتجاهات الإبداعية والحياة المسرحية فى العاصمة باريس خلال أواخر العام 1800، وجدير بالذكر أن لوحته الفنية “لابلانتشيسيوس“، وهى لوحة قديمة من بواكير أعماله وتعتمد بناء ورؤية كلاسيكيتين محكمتين، وتُمثّل سيدة صغيرة محترفة فى غسيل الملابس، وهى اللوحة التى بيعت فى أحد مزادات صالة “كريستى” للمزادات فى العاصمة البريطانية لندن، بمبلغ 22.4 مليون دولار، وذلك قبل 9 أعوام من الآن، وتحديدًا فى العام 2005.

23/11/2014

حينما تصبح الحجامة مهنة من لا مهنة له..

حلاقون وسلفيون يستأجرون مستودعات لحجامة الناس

 

تعرف ظاهرة الحجامة إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين باعتبارها خدمة علاجية استطاعت في وقت وجيز القضاء على العديد من الأمراض المزمنة وقد انتشر استعمالها في العديد من المجتمعات القديمة، وقد ورد في الصحيحين أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- احتجم وأعطى الحجام أجره. ولكن حين تزاول بدون تراخيص وسط أماكن غير مهيأة، ويسيطر عليها أشخاص لا علاقة لهم بالطب ولا الجراحة، وتصبح مهنة من لا مهنة له، هنا لابد للمواطن أن يتحمل نتائج أفعاله.

الحجامة الصحيحة دواء

لمعرفة طرق وحقيقة الحجامة، قصدنا إحدى العيادات المختصة في التداوي بالأعشاب والعقاقير الطبية. وتحدثنا مع أحد الأطباء الحجامين الذي نبّه على أن الحجامة ليست سحرا ولكنها طريقة طبية تجرى على أسس طبية وبأدوات معقمة. وشرح المتحدث الطريقة الشرعية لتطبيقها، ووصفها بأنها عملية امتصاص الدم الفاسد في الجسم الذي يقوم القلب بتصفيته وتطبق الحجامة مرة في العام وتخص ثلاثة أيام من الأشهر القمرية وهي 17 ، 19 ، 21. ويعرف الدم في هذه الفترة دورة كاملة في الجسم، وتظهر حكمة الله عز وجل في هذه المرحلة بشفاء الأمراض التي يعاني منها الجسم وتساعد الحجامة - حسب الدكتور- في تسكين الألم، حيث أنها تزيد من إفراز مادة الأندروفين، والدليل أن المحتجم يحس بنوع من الراحة بعد إتمام عملية الحجامة الصحيحة، كما تعالج مرضى السكري، وتقوي جهاز المناعة، كما تنشط الدورة الدموية وتمتص السموم التي توجد على هيئة تجمعات دموية بين الجلد والعضلات، التشنجات العضلية، ألم الظهر، كما تعد مفيدة جدا في علاج الإعياء والإرهاق. وتفيد النساء في مرحلة انقطاع الطمث وفي علاج الهبات الساخنة، وكذا  الباحثات عن الإنجاب. وبعض الأمراض الروماتيزمية "وهنا لا تكون الحجامة شافية ولكنها تساعد على تخفيف الألم"، كما تساعد على تقوية المناعة وعلاج الغدة الدرقية.

"محمد" قال أنه جرّب الحجامة عدة مرات، ولم يستفد منها، حيث أنه كان يعاني من أوجاع الظهر والمفاصل فقام بإجراء الحجامة قبل أربع سنوات، وتابع الأمر، حيث أصبح سنويا يقوم بها، وآخر مرة أجراها لم يلمس أية نتيجة.. كما أن الأوجاع مازالت نفسها ولم يتغير شيء. وأضاف ذهبت الى أطباء وسألت عن فائدة الحجامة فقالوا لي إذا لم تنفع فإنها لا تضر، ولكن لم يتغير شيء بعد الحجامة، لذا لم أواضب عليها.

على خلاف "محمد"، أكد "السعيد" أنه كان يعاني من وجع في الظهر، وقد لجأ إلى الحجامة قبل فترة، أجرها ثلاث مرات خلال السنوات الماضية، أنه لمس نتيجة جيدة وشعر بالراحة بعد الحجامة، وهو على قناعة كبيرة بفائدتها. أما "نبيلة" وهي سيدة في الأربعينات من العمر فقالت أنها تأتي لإجراء الحجامة مرة كل سنة مع كل موسم ربيع، مشيرة إلى أن الحجامة تخلصها من آلام الظهر التي تعاني منها منذ سنوات. فيما أوضحت "حورية" بأن الحجامة نفعتها كثيرا، وأنها تواظب عليها، لأنها تشعر بتحسن في صحتها وتجددت طاقتها.

التحجيم بالكؤوس الأكثر شيوعا وخطرا

من جهة أخرى، شدد الأطباء والمختصون الذين تحدثنا إليهم، على أن الحجامة عامل مساعد لعلاج كثير من الأمراض وليس كلها، وحذروا من خطورة تطبيقها في مواضع وكيفيات وطرق خاطئة، خاصة استعمال الكؤوس في امتصاص الدم، الأمر الذي يؤدي إلى انتقال البكتيريا والميكروبات والأمراض الخطيرة من شخص لآخر عن طريق الدم، إلى جانب احترام شروط النظافة، واستعمال وسائل معقمة لتجنب الإلتهابات والتعفنات التي قد تصيب المحتجم. وفي هذا الإطار، أفاد تحقيق ميداني قامت به الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث أن 70 بالمائة من المواد المستعملة في الحجامة، يتكرر استعمالها دون مراعاة أدنى قواعد التعقيم والصحة، مما يجعلها سببا في نقل عدد من الأمراض التي تشكل خطرا على صحة المواطنين، ومن بين هذه الأمراض التهاب الكبد الفيروسي، حيث تم إحصاء 460 حالة جديدة خلال سنة 2012، 30 بالمائة منها ناجمة عن الاستعمال العشوائي للحجامة، وكذا مرض فقدان المناعة "السيدا"، وبذا أصبحت الحجامة سببا مباشرا لعشرات الأمراض.

الحجامة في محلات الحلاقة والأماكن المشبوهة

بعيدا عن مراكز الحجامة، يقوم بعض الحجامين رجالا ونساء بإجراء الحجامة بمنازلهم أو حتى في مستودعات بيوتهم، وأقبية العمارات، وحتى في المنازل والأسواق الشعبية، حيث تعد هذه الأماكن غير مرخصة، وغير مجهزة بالوسائل وأسس التعقيم التي تحمي المرضى من انتقال العدوى، ولا تعلم وزارة الصحة عنها شيئا على الرغم من أنها أشبه بالعيادات الخاصة. يستهينون بحياة الناس مقابل الحصول على المال ويقصدهم بعض البسطاء الذين يجهلون عواقب انعدام شروط التعقيم والنظافة إضافة إلى انعدام التكوين الصحيح، فيقعون ضحية جهلهم. وفي هذا السياق كشف "وليد" أنه قصد أحد الرقاة طلبا للحجامة، لكن المكان الذي يمارس فيه ذلك كان عبارة عن مستودع للسيارة، كما أن الوسائل التي كان يستخدمها مرمية بشكل عشوائي دون مراعاة أدنى شروط النظافة، مضيفا ومنذ ذلك اليوم أقلعت عن فكرة الحجامة نهائيا. من جهتها "سمية" التي أسرت لنا أنها قصدت مع زميلتها بالعمل "امرأة متجلببة" تدعي التداوي بالقرآن. وتوضح "سمية" كل شيء كان عاديا عند وصولنا وأيضا استقبالنا، ولكن حين دعتنا السيدة لأن نتبعها إلى قبو منزلها، أين كانت آثار الدماء وروائح الرطوبة في كل مكان، هنا أصررت على الخروج مباشرة، وفعلا كان لي ذلك ولم افكر في الأمر ثانية.

عمال نظافة وحلاقون وسلفيون يحتكرون الحجامة

الكثير من الدراسات المتخصصة أثبتت أن ثلث من يشرفون على عمليات الحجامة هم من الأئمة والرقاة الذين لا يمتون للطب بصلة ولم يتلقوا أي تكوين في الحجامة، وفي الأغلب يعتمدون عليها لأغراض تجارية بحتة. وقد كشف الكثير من المواطنين الذين التقيناهم أن الكثير من المتطفلين الذين لا يملكون شهادات تثبت تكوينهم في مجال الحجامة ويمارسونها عشوائيا وبشكل فوضوي، حتى أنهم  لا يعرفون المكان المناسب للتحجيم سواء كان الرقبة أو الركبة أو الظهر أو الصلب أو غيرها من الأماكن، ولا يعرفون أي نوع من الحجامة يليق بالمريض سواء كانت الحجامة الجافة أو الدامية، فعلى سبيل المثال مرضى السكري لا تلائمهم الحجامة الدامية لصعوبة شفاء جروحهم. أما مرضى ضغط الدم فلا يجوز لهم القيام بالحجامة إلا إذا ضبطوا ضغطهم لما في ذلك من خطورة على صحتهم.

أصبح كل من هب ودب يمارس الحجامة، بل أصبحت مقتصرة حسب ما هو شائع في المجتمع الجزائري على "السلفيين وبعض الدراويش"، يستخدمون طرقا بدائية، ولأنها أصبحت تجارة مربحة، توسعت يد المتطفلين لتشمل: الأئمة، عمال النظافة، وأشخاص يعملون في محالات بيع العسل، الأعشاب، صالونات الحلاقة، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة. ولأن الجهل هو السيد، يكون الإهمال واللامبالاة بأرواح الناس شيئا عاديا. ونجد الكثير من المواطنين أصيبوا بتشوهات في الظهر نتيجة القيام بحجامة على أيدي غير متخصصين وغير مؤهلين لذلك. هنا كشفت الآنسة "خليدة" أنها قصدت أحد الرقاة المعروفين بالعاصمة، ولكنه أقنعها بضرورة إجراء الحجامة وأمام شدة إصراره رضخت لرغبته واستسلمت لشفرات زوجته التي كانت أكثر من حادة وشوهت جسمها بندبات لم تنفع معها كل الكريمات التي جربتها لإزالتها. بدوره "سمير" الذي سرد على مسامعنا قصة جاره "مصطفى" -رحمه الله- والذي توفي قبل سنتين في ظروف غامضة بعد أن قام بـ"التحجيم" في رقبته ومن ذلك الحين وهو يعاني حتى وافاه الأجل.

ومهما كان حجم الإقبال على الحجامة والاهتمام بهذه الطريقة العلاجية، يبقى على من يقوم بها توخي الحذر جراء الأخطاء التي قد تصاحب ممارستها. وعلى المريض أن يجتهد في البحث عن مختصين متمرسين في هذا المجال ويأخد بعين الإعتبار نظافة المكان، وتعقيم الأدوات المستعملة، أي الإلتزام بشروط ممارسة الحجامة التي تقتضي أن تكون تحت إشراف طبي ومراكز طبية معتمدة لتفادي انتقال الأمراض.

20/11/2014

تحولت مهنة "منظف" إلى "زبال" في العقلية الجزائرية

 

لم يختاروها رغبة منهم، لكن القدر شاء لهم هذه المهنة، فبين حتمية العمل ونوعه تتلاقى سواعد شباب وكهول يجوبون الطرقات والأزقة بحثا عن القمامة، هم الوسيط الأول في إيصال هذا الكم الهائل من القاذورات إلى المزبلة، بين قسوة العمل و الإشمئزاز منه، وبين كلمة "الزبال"، يقضي هؤلاء البشر يومياتهم في مطاردة القاذورات في كل مكان، غير أنه وللأسف فإن الكثير منا يصعب عليه وضع القمامة في مكانها، لكن من السهل عليه أن يدعو هذا الفرد "بالزبال" بدلا من "عامل نظافة"، لم يكن من الصعب الوصول إلى هؤلاء الأفراد، فهم يتواجدون في كل مكان بالقرب من القمامة لمحاربتها، فصح لهم الفوز بشق من الإيمان وهي النظافة.

تعددت السواعد والقمامة واحدة

حينما يكون الناس نياما، تبدأ سواعد شباب وكهول بمختلف الأعمار في العمل لمكافحة ما يشوه الطرقات والأماكن العمومية وغيرها، تراهم منحنون في الأماكن الضيقة والوعرة إلى درجة الإرتكاز على الركبتين لسحب القاذورات من تحت السيارات والمراكب، يصعدون السلالم والعمارات في كل مكان، فالكيس الأسود لا يليق بهم، يطاردونه حتى في أبعد الأماكن مادامت القاذورات تنتشر في كل حد وصوب، حتى وإن خصصت لها أماكن لوضعها، كان عملهم يقتصر على حمل القمامة فحسب، فتحول إلى البحث عنها، ثم جمعها، ثم حملها، فهذا العمل الإضافي ليس رغبة منهم، بل هي إرادة السكان والأفراد الذين يرمون كل شيء انتهت صلاحيته في كل اتجاه، من دون عناء وضعها في الأماكن الخاصة بها، لا ندري هل هذا ناتج عن تربيتنا أو لعدم الإكتراث بجهد هؤلاء الأفراد الذين انحنت ظهورهم بحثا عن ما يشوه مناظر الطبيعة ويعيق حياة الأفراد.

ندعي الثقافة...

 إلا ثقافة وضع القمامة في المكان المخصص لها!

معروف عند عامة الناس أن الشعب الجزائري يفقه في كل الأمور المحيطة به، يتحول بين حين وآخر من رجل سياسة  إلى مستشار إقتصادي، يصبح محللا رياضيا ويمسي رجل دين، وهي طبيعة الكثير من الأفراد الذين يدعون الثقافة والعلم في شتى المجالات، بل يجزمون على النتائج والإفتراضات، غير أن الثقافة الوحيدة التي لا يفقهها الكثير منا هي وضع القمامة والقاذورات في مكانها المخصص لها، حتى وإن اعتبرت من السلوكيات الحضارية، فمنهم من يضعها على حافة الطريق، بل ومن النساء من تقذفها من أعلى الشرفات، والكثير منا يتركها بالقرب من باب الدخول، و في بعض الأحيان توكل مهمة رميها للأطفال الصغار!، و بما أنهم لا يدركون من الأمر شيئا، يضعونها في أقرب مكان للعبور..

 و المؤسف أن المسافة بين المكان الذي ترمى فيه القاذورات ومكان رميها الأصح والسليم لا تتعدى بضعة أمتار! وإن حدثت البعض منهم على هذا الفعل يقول لك: "يوجد  "الزبال".. هو من يقوم برميها"، بل منهم من يتطاول عليه ويقول:" ولماذا إذا يتقاضى أجره إن قمت أنا بوضغ القمامة في مكانها و رميها؟!"، والأمر لا يتطلب رميها، بل وضعها في مكانها الصحيح فقط، وهو ما عجز عنه الكثير!

من ينظف فهو رجل نظافة

إلا في القاموس الجزائري يصبح "زبال"!

المعروف أن من يقوم بعملية التنظيف هو "رجل نظافة" ، لكن في القاموس الجزائري جرت العادة على أن يوصف ب"الزبال"، هذه الكلمة السيئة حتى في كتابتها تحمل أكثر من دلالة عن الإحتقار لهؤلاء الأفراد، حتى وإن كانت النظافة لا تعنيهم هم فحسب، بل لا تعني حتى مكان سكناهم، فمنهم من ليس بإبن المنطقة التي يقوم فيها بهذا العمل، لكن وبالرغم من أنه عمل شريف - مادام الفرد لا يسطو، ولا يسرق ولا يتعدى على حقوق الغير، بل يحارب الوسخ الذي هو من عمل الشيطان- فقد طاردتهم هذه الكلمة في الكثير من الأحيان، ولازلنا نستعملها في كلامنا اليومي  و لا نعتبرها  من الكلمات المؤذية! لذا فنحن نحتاج إلى تربية وثقافة ووعي من أجل مسح هذا المصطلح من قاموس كلامنا حتى من باب المزاح.

"حالتي الإجتماعية بائسة وأولادي يلقبون بأبناء الزبال"

إن الحديث إلى كمال أو سليم أو محمد هو الأمر نفسه، وهم من أصحاب البدلات الخضراء أو بالأحرى "عمال النظافة" الذين نصادفهم في أوقات عديدة من يومنا، ملامح تعيسة إلا للقليل منهم، حالة إجتماعية مزرية والأذى أكثر..

 "يعرف العام والخاص حالة بلدنا، لسنا مخيرين في هذا العمل، لكن الله قدره علينا والحمد لله".. هي أول الكلمات التي نطق بها كمال، شاب  قارب العقد الرابع من عمره، لا هو حزين ولا هو عكس ذلك، لكن راض بما قدره الله في قسم رزقه، هو من أحد الأفراد الذين يداهمون القمامة في غفلتها وهي تستند إلى الأبواب والأعمدة أمام المساكن في الأحياء، لا يهمه من عمله أكثر من أن يتفادى كلمة "زبال"، لأنها تترك أثرا معنويا بالغ الأذى في مخيلته: "يصبحون نياما ونحن ننظف لهم الطرقات والشوارع، وفي الأخير نوصف بهذه الكلمة! في الحقيقة لا نسمعها من كل الناس، لكن ندركها في أعينهم ، وصادفناها قبل العمل في هذه المهنة وقد ألفناها، ونسمعها من أفواه الكثير من الأفراد في الكثير من الأحياء التي لا نسكنها، فنحن بشر نعيش هنا ولسنا من كوكب آخر على كل حال". لم يقتصر ضرر هذه الكلمة عليهم فحسب، فالأولاد كذلك يعاقبون بأثر رجعي عليها: "الكلمة لها أثر رجعي سلبي على أولادنا، فيقال لهم "أولاد الزبال"، وعندما أسمعها من بعض الحثالة أحس أنني أقوم بعمل غير لائق، يخدش الحياء و لا يتشرف به أولادي!..على كل حال، العمل في هذه المهنة خير لي من التسول أو مد يدي إلى إخوتي أو أصدقائي، المهم بالنسبة لي هو أنني أقوم بعمل شريف، أما مناداتي بهذه الكلمة أمر أصبح لا يهمني أكثر من الحصول على خبز حلال تأكل منه "سناء " ابنتي ـ يبتسم ـ ".

من منا من لا يود التماس الإحترام من الناس وسماع كلام المدح والفخر من الأفراد المحيطين به؟ من منا لا يغضب حين يوصف بألقاب تخدش كرامته وتهز كبرياءه ؟ لا أحد طبعا، هو الأمر عينه مع هؤلاء الأفراد الذين هم "عمال نظافة" وليسوا "عمال زبالة"، حالهم كحالنا، بل أكثر شأنا من العديد منا..

 فشتان بين من ينظف ومن يوسخ، بين من يضع القمامة في مكانها ومن يرميها في الهواء ولا يبالي أين تقع.. ماذا لو قاطع هؤلاء الأفراد هذه المهنة؟ من منا مستعد للقيام بها؟ لا أظن، مادام المنظف المحارب للقاذورات أصبح "زبالا" في مجتمع ترمى فيه القمامة من الشرفات! 

19/11/2014

يتهورون في كل حفل زفاف

سائقون ينقلون العرسان الى 

بيت القبور 

 

صيفا وخريفا، شتاءً وربيعا، لا تكف فيها مزامير السيارات لمواكب الأعراس عن إعلان شياع الفرحة والبهجة بالعريسين، لكن التعبير عنه بات يذهب شبابنا احترامهم لأنفسهم ولغيرهم، فلا يسألون لا عن حي ولا ميت وقد تخرج عن نطاقها المعتاد بسلوكات انتحارية من تجاوزات ومناورات خطيرة في وسط موكب مهيب، يتكون من أرمادة من السيارات قد تترتب عنها أزمة سير خانقة، وهذا كله لجلب الانتباه ليس إلا، والأخطر أنه وفي في وسط التهليلات وعن غفلة منهم، قد يتحول الفرح إلى قرح تذهب ضحيته أرواح بريئة لا حول لها ولا قوة.

سلوكات متهورة تجعل العرس في خبر كان

و لأن مواكب الأعراس هي فرصة الشباب لإطلاق العنان لأنفسهم وإخراج كل مكبوتاتهم يستغلون الوضع بعرض عضلاتهم على الجميع والتباهي بسياقة سياراتهم، فيخلقون بذلك جوا أشبه بالسباق أو "الرالي"، وطريقهم أشبه بمضمار "الفورمولا وان" الشهيرة، وكأن كل واحد منهم البطل "شوماخر"، وعن هذا يحدثنا ناصر 28 سنة الذي التقينا به بحسين داي حيث عبر عن رأيه بكل صراحة، وقال أنه معارض لكل تصرفات أقرانه من الشباب المتهورة في موكب العروس، وأنها مبالغ فيها وإفراط في الفرحة وتعد مجرد مسرحيات للتباهي فقط ..إلى ذلك ذهب مراد 30 سنة للقول أنه كثير ما تكرر مشاهد الشباب وهم يتسابقون بسياراتهم، وما يزيد الطينة بلة هي قيادتهم الجنونية وسرعتهم الفائقة إضافة إلى التجاوزات الخطيرة التي يقومون بها، وهم مترنحين من ذات اليمين وذات الشمال حتى تتعالى صيحاتهم وتصل هستيريتهم إلى حد إتخاذهم لنوافذ السيارات مقاعدا لهم، وهم يلوحون بأيديهم، وعلى إثر هذا وجب علينا التحذير وأخذ الحيطة من حوادث مواكب الأعراس التي تحولها هذه المراسم التي لا علاقة لها بالتقاليد إلى مأتم، فيتحول بذلك الفرح إلى قرح، وفي هذا تقول "خالتي عقيلة" التي التقينا بها أمام محطة الترامواي تنتظر في هذا الأخير أن ما يحدث في موكب العروس من خروجها من بيت أهلها إلى وصولها البيت الزوجية هي خروج عن كل عادة وتقليد في مجتمعنا، فبالأمس وليس بالبعيد كانت تتسم ببعض من الهدوء والاحترام للناس والمارة ولم نكن بحاجة لهذا الكم الهائل من السيارات الذي يشكل موكب الأفراح وللألعاب النارية من مفرقعات وصولا إلى "الفيميجان" التي تجعل بين الحاضر والغائب عن هذا العرس لا يفرق بينها وبين التظاهرات الرياضية في الشوارع أو الملاعب  .

و يبقى هوس الشباب في خطف الفرحة والبهجة وسط مشاكلهم وواقع مجتمعهم في أي مناسبة صغيرة كانت أم كبيرة، أقرباء أو أصدقاء وحتى غرباء، يؤتى لهم تأييد ما يحدث في مواكب الأعراس، كما هو الحال عند فوضيل 23 سنة الذي يقول أن موكب الأعراس بلا حماس وصخب بفعل الألعاب النارية لا يستهويه حضوره، فهذه الأجواء هي التي تضفي طابع الفرحة لدى الناس وخاصة الشباب.

جذب انتباه الفتيات هدفهم

و لا مبرر لهذه السلوكات المتهورة من طرف شبابنا سوى استهداف الفتيات، ومن أجل هذا يعهدون للاستعداد لهذا الحدث الجلل بالنسبة إليهم، بداية من السيارة فيدللونها بغسلها وتنظيفها ثم تزيينها بالشرائط بمختلف الألوان حتى لا نستطيع التفريق بينها وبين سيارة العروس، ولا يتوانون أيضا عن كراء السيارات الفخمة، وإنفاق آخر فلس على هندامهم ليكونوا في الموعد في النهاية، حيث تقول نبيلة 25 سنة في هذا الصدد، أنها تراهم مصطفين في طوابير ينتظرون خروج الفتيات لاصطيادهن، حيث يفتحون ذراعيهم وأبواب سياراتهم لهن ويغلقونها في وجوه النسوة والعجائز أو اللواتي لا تلبين أذواقهم، فيجلسوهن في الوراء ليتسنى لهم إشباع أنظارهم بجمالهن، وكثيرا ما يحاولون جذبهن بأغاني رومانسية ومحاولة خطف أرقام هواتفهن.

و لكن لا يؤخذ هذا الأمر على الشباب فقط، بل حتى الفتيات بتبرجهن الزائد وتعريهن الفاضح، حيث يقمن بتهييج الشباب وفتح المجال لهم وانتظار أي إشارة منهم، وفي هذا الإطار يقول جمال 23 سنة الذي التقينا بها في أحد المقاهي في حسين داي، أنه كان في أحد مواكب الأعراس في سيارة صديقه ونصدم من تصرفات بعض الفتيات اللواتي لم يكففن عن الغناء وإطلاق الزغاريد والتصفيق والضحك والقهقهة، وأكثر ما أدهشه قيامهن في الأخير بتحسين زينتهن قبل الوصول إلى بيت العريس،أما فؤاد 29 سنة، فقد سرد لنا حادثة جرت معه وهو في موكب عرس لأحد جيرانه، حيث يقول أنه ما إن دخلت إحدى الفتيات إلى السيارة حتى أجهشت بالبكاء، ليس حزنا على العروس لكن خوفا من رؤية أحد لها لأنها كانت شبه عارية.

هي إذن تصرفات دخيلة على مواكب الأعراس، أين لا يكون مكان لإحترام أحد، فتتسبب في الفوضى من حيث إزعاج الغير وأزمة مرور عارمة، ناهيك عن الحوادث التي يذهب ضحيتها أبرياء.

فوضى مواكب الأعراس

و بات موكب العرس من شروط اكتمال الزواج في مجتمعنا، حيث لا يمنع أن يكون بيتا العروسين بمحاذاة بعضهما، وحتى يتم هذا الأمر يلزم طابور هائل من السيارات يصل إلى ثلاثين سيارة حتى لا نقول أكثر، وهو ما يسبب أزمة مرور خانقة وإغلاق أهم الطرق الرئيسية، خاصة إذا تزامن مع موكبين أو ثلاثة مواكب أعراس في آن واحد، وعنها يقول سفيان 35 سنة أنه غالبا ما يلفت انتباهه خلال قيادته لسيارته الاكتظاظ والفوضى الناجمة عن مواكب الأعراس في الطرقات، ويضيف قائلا: "إن وجدت نفسي في وسط أحد المواكب أصاب بقلق شديد ويرتفع ضغطي، والمشكلة أنه أصبحت جميع الأفراح الجزائرية سواء كانت أعراسا أو ختانا للأطفال لا تخلو من مواكب السيارات غير المنتهية، فلا بد من تنظيم حركة مرورها وذلك لتفادي ما لا تحمد عقباه".

و أصبحت فوضى مواكب الأعراس تثير استياء الجميع، حيث أضحى إحضار العروس مناسبة شبيهة بالمظاهرات الوطنية والاحتفالات الرياضية، فأصبحت تشكل في كثير من الأحيان كابوسا حقيقيا لدى الكثيرين بسبب الإزعاج والضوضاء غير مجدية على إثر هذه الأفراح، وذلك من جراء استعمال الموسيقى والأغاني الصاخبة وتعالي صيحات الرجال وزغاريد النساء، وأصوات مزامير السيارات وهلع المفرقعات وصولا إلى دوي طلقات البارود في بعض المناطق، إضافة إلى "الزرنة"، وهذا كله يكون دون احترام لا للجار ولا القريب أو البعيد حتى في حال تزامن هذا العرس مع مرض، أو حالة وفاة أحد الأقرباء أو الجيران أو غيرها، وفي هذا يقول أمين 37 سنة الذي صادفناه أمام حديقة التجارب برويسو "ذهبت لحضور جنازة أحد أصدقائي، لكني فوجئت بوصول موكب عرس وإذا بالزرنة أمام المنزل الذي حدثت فيها الوفاة وهو ما اضطرني إلى ركن سيارتي في مكان بعيد مستعينا بالمشي، وكم كانت مفاجأتي كبيرة بعدما عرفت أنهم جيرانهم، وبسبب عدم الاحترام لروح الميت والجيران على حد سواء، حدثت مشاداة كلامية كادت أن تتحول إلى شجارات لولا تدخل بعض العقلاء لفض الموضوع.

إذن هي مواكب الأعراس التي لا تنتهي، يعبر فيها الشباب بمختلف الطرق والوسائل عن فرحتهم، لكن وجب تفادي كل تهور غير مبرر قد يؤدي إلى ما لم يكن في ا

17/11/2014

بغية التفريق بين الزوجين

"التخبيب" الإلكتروني قنبلة موقوتة تهدم بيوتنا !

 

يسعى بعض الأشخاص والذين أسماهم النبي صلى الله عليه وسلم ب"المخببين" وحذرنا منهم، إلى اقتحام العلاقات الزوجية وزرع النميمة والحقد بين الزوجين وافتعال الخلافات والمشاكل بينهما بغية تفريقهما، لتتحول بذلك حياتهما الى جحيم دائم وصراخ وشجارات غير منتهية تصل أحيانا لحد الطلاق وهدم دعائم عائلة كانت تعيش في سعادة وهدوء دائمين.

يسلك "المخببون" أو المفسدون الذين يحشرون أنفسهم في العلاقات الزوجية العديد من الوسائل لإدراك هدفهم الوحيد وهو التفريق بين زوجين متحابين ونشر العداوة والبغضاء بينهما، لمختلف السبل ويعمدون لاستعمال مختلف الوسائل ومع تطور العصر أصبحت التكنولوجيا طرفا في "التخبيب" وافتعال هذه الخلافات والنزاعات والتحريض على إفساد العلاقات الزوجية، ففي داخل المنتديات وعلى شبكات التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، "تويتر" يرتدي العديد من الأشخاص ثوب الناصح المحب للخير ليقدم نصائح هدامة تقضي على الحياة الزوجية وتفرق بينهم.

عشرات القصص والمنشورات التي تروي فيها صاحباتها قصصهن ومشاكلهن الشخصية بحثا عن المشورة والإعانة في كيفية تجاوز هذه الخلافات، غير أن بعض التعليقات والنصائح سواء من الأصدقاء الحقيقيين أو الافتراضيين قد تدفع صاحبتها لاتخاذ القرار الغير مناسب.

ومن بين الحكايات قصة سيدة شابة منشورة في صفحة "فايسبوكية" مخصصة للملابس النسوية وتصديرة العرائس، تقول فيها: أبلغ من العمر 27 سنة، متزوجة منذ 5 سنوات، أم لطفلين، كنت أعمل في إحدى الشركات الوطنية غير أنني بعد ولادة ابني الثاني استفدت من عطلة أمومة لمدة ثلاثة أشهر ثم 3 أشهر أخرى بدون راتب، وعندما أردت العودة للعمل رفض زوجي وطلب مني البقاء في البيت لتربية أبنائي وهو ما لم نتفق عليه مسبقا، فقد كان دائما يحثني ويشجعني على العمل وقد تغير مؤخرا واعتبر الأمر محسوم، فكيف أتصرف؟ لتأتي التعليقات معظمها تحريضية فمن المعلقات من تطلب منها الطلاق والبدء من جديد، فعملها أهم بكثير من الزواج فالزوج سيتغير لا محالة وقد يتخلى عنها في يوم من الأيام، لكن العمل هو ضمانها وسلاحها في المستقبل. أما أخرى فأشارت عليها بالتمسك بعملها وخروجها إليه حتى وان رفض زوجها ذلك فلا يجوز له أن يصادر حقها في العمل ... وقد ذهبت إحداهن أبعد من هذا بقولها أن العمل هو وحده سلاح المرأة أما الأمومة والمنزل فهي حياة روتينية تناسب السيدات البدائيات.

وفي رسالة أخرى، تسرد سيدة مشكلتها مع زوجها والذي تعتقد أنه يخونها مع زميلته في العمل، فهذه الأخيرة تتصل به أثناء تواجده بالبيت وقد وجدت رسائل قصيرة بينهما، كما خببت لها موظفة أخرى تعمل معهما أنه اعتاد على توصيلها إلى مسكنها بعد انتهاء العمل، وهي محتارة جدا في مواجهته بخيانته والأدلة القاطعة التي بحوزتها أم تصمت على خيانته وتلتفت لأبنائها فقط. وهنا انطلقت سيول المعلقات المخببات واللواتي اعتبرن سكوتها على خيانته اهانة لها ولكرامتها كامرأة، ومن الضروري جدا أن تطلب الطلاق فيستحيل العيش لجانب زوج خائن. وهناك من هاجمنها ووصفن صمتها ضعفا منها وحرصها في الحفاظ على بيتها الزوجي خوف وجبن، طالبات منها فضح الزوج الخائن في وسطه العائلي حتى لا يكرر فعلته. فبمجرد قراءة هذه التعليقات ستمتلئ المرأة حقد وتستشيط غيضا، والمؤكد أنها لن تتخذ القرار المناسب حتى تتمكن من التغلب على هذه المشكلة التي قد تزلزل عرش الزوجية.

ولعل بعض السيدات أدركن متأخرات أنهن جنين بأيديهن على أنفسهن وتسببن في إفلات سعادتهن بعد أن أصغين لمن يطلقن على أنفسهن صفة الصديقات وهن في الحقيقة ألذ الأعداء، تروي لنا "صبيحة" حكاية انفصالها عن زوجها بعد قصة حب جمعتهما لمدة 5 سنوات كللت بالزواج، وأنجبوا خلالها طفلين وبنت، وكانت حياتهما هادئة لا يشوبها خلاف أو نزاع إلى أن بدأت جارتها تتقرب منها وتستفسر عن أدق تفاصيل حياتهما الزوجية، وبمرور الوقت بدأت تطمئن لها وتقص عليها كل شئ فأصبحت تحرضها على زوجها وتتهمه بالبخل والتقتير، وتخبرها بأنه يصرف أمواله على عشيقاته بينما يحرمها وأبنائها من ضروريات العيش، وهي الفكرة التي صدقتها فبدأت نيران الغيرة والحقد تدمي قلب الزوجة ليختفي الحب الكبير وتحل محله المشاكل إلى أن انفصلا، وبعد الطلاق وعودة "صبيحة" لمنزل والديها اكتشفت أن الجارة المخببة كان هدفها فقط إفساد حياتها وهي معتادة على فعل ذلك مع الجيران ودافعها الحقد والغيرة فقط لا غير، فندمت في وقت لا ينفع الندم.

ومهما اختلفت الوسيلة المعتمدة في التخبيب سواء كانت الكترونية أو مباشرة الا أنها صفة ذميمة يجب التخلي عنها، لكون الإفساد بين الزوجين منكر ومعصية يلبسها الحاقد لباس النصيحة، وقد ورد حديث للرسول صلى الله عليه وسلم "ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده" رواه الإمام أحمد وابن حبان وصححه الألباني. وقد ذهب جمهور العلماء لتحريم هذا الفعل خاصة إذا اقترنت هذه النصيحة بطلب الطلاق وهو أبغض الحلال عند الله، فزرع النميمة والخلافات بين الزوجين هي أفضل وظيفة يقوم بها الشيطان، لقوله صلى الله عليه وسلم :" إن الشيطان يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه في الناس فأقربهم عند منزله أعظم عنده فتنة يجيء أحدهم فيقول مازلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا فيقول إبليس لا والله ما صنعت شيئا ويجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله قال فيقربه ويدنيه "ويلتزمه" ويقول نعم أنت " رواه مسلم.

16/11/2014

جزائريون يتحدون الشرع بحلاقة نصف الشعر ويتباهون به أمام الناس

 

موجات التغيير في العالم بأسره ومست كل الأقطار دون استثناء، عصفت بالكثير من الأخلاق والمبادئ، فقد أصبح الفرد في الوطن العربي المسلم يتشبه بأهل الكفر في العديد من السلوكيات والمظاهر، بالرغم من أن هذه الأخيرة لا تراعي معايير وقيم المجتمع المسلم ولا تليق بمظهره، بل تنافي الدين والشرع، حتى ولو كانت الفتوى في أمرها بينة وواضحة بحرمتها او بكراهيتها.

تغزو اليوم ظاهرة "القزع" شوارعنا بشكل رهيب، ونمت في المجتمع بشكل ملفت للأنظار، من دون مراعاة للقيم الاجتماعية والحدود الخلقية، ورسمت بذلك صورة لشباب فتنته مظاهر الحضارة الغربية حتى بفتاتها والتي تتحدى في جوهرها الشرع والدين.

 "القزع امتداد لحضارات زائلة"

إن ظاهرة حلق بعض الرأس وترك البعض الآخر، ليست وليدة العصر الحديث، لأن هذه الظاهرة كانت منذ الأزمنة البعيدة وجذورها ضاربة مند القدم، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية تحرم هذا الشكل من حلق الرأس، فقد نهى عليه الصلاة والسلام صبيا حلق بعض الرأس وترك البعض الآخر، في أن يحلقه كله أو يتركه كله، وهو محرم خاصة إذا كان تشبها بالكفار وهو حال الكثير من الشباب اليوم، فقد اتخذوا من هذه الحلاقة تشبها بالكثير من اللاعبين والفنانين الذين يتمنون مكانهم بالرغم من اختلافاتهم العقائدية والفكرية والتركيبة الاجتماعية، فقد أسدل هذا التشبه أجنحته على الشباب حتى أصبحوا لا يستطيعون التفريق بين ما هو مكروه وما هو محرم، شباب يهرولون وراء فتات التحضر الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، تشبها بمن لا صلة لهم بديننا ولا بمعتقداتنا، بل يتحدون كل ما حرمه الله بهذه السلوكيات، وهذا همهم، فهم يسعون من وراء هذا إلى إضعاف النفوس وقتل الهمم في مجتمع يدين بالإسلام وزرع الكثير من السلوكيات التي تدفعنا إلى التشكيك في العقيدة وتضارب الآراء من أجل فرض ثقافتهم، وللأسف فينا من الشباب من انساق وراء أهوائه من غير علم ولا حيلة.

"اتخذوا القزع افتخارا وزينة واتخده شبابنا تشبها لا غير"

 إن هذه الحلاقة التي وللأسف أصبحت منتشرة في أوساط شبابنا بشكل رهيب، هي إكراما لحفدة من أعلنوا الحرب علنا على معتقدات هذا الدين مند الأزل، ولعل المتتبع لتاريخ الحضارات السابقة يرى أن القزع الذي نراه اليوم هو امتداد لثقافة بعيدة، تم إحياؤها من طرف هذا الجيل في المجتمعات الغربية، وقد كان لوسائل الاعلام الدور الكبير في انتشارها بين النجوم في مختلف ميادينهم، من لاعبين وفنانين ومثقفين، ولما كان العالم قرية صغيرة فقد انتشرت هذه الحلاقة في كل الأقطار بما فيها العربية التي تختلف في الكثير من الأمور بالمجتمعات الغربية، بل تتصادم معها في طريقة العيش والسلوك على غرار هذه التسريحات التي نراها اليوم، ولا يهم الأمر عندهم، بل هو مفخرة ممن جعل تسريحة شعره امتدادا لثقافة مجتمعه، غير أنها عندما تنتشر بين الشباب المسلم الذي يدرك تمام الإدراك أن التشبه بالكفار محرم أصلا، فإن الأمر أعظم، فلا تهمهم نوايا الغربيين في نشر هذه السلوكيات وحتى ولو كانت معادية للدين والشرع، فلا تحسبهم في غفلة مما يحرمه الإسلام وما ينبذه، بل يرمون بها عمدا في أوساط الشباب الذي يلهث وراء الفتات من أجل خلق عصبة في رحم مجتمعاتنا تعادي معتقداته من غير علم بمثل هذه المظاهر.

"عندما يصبح القزع رسالة تمرر من طرف النجوم"

بالنظر إلى انتشار هذه التسريحة بين الشباب فإن مصدرها هم النجوم في كل الميادين، يتناقلها الشباب من بعد وهذا حبا في الشخص الذي قدمها إلى المجتمع وتشبها به، وحتى وإن كانت لا تعنينا في شيء، وهي مجرد تسريحة تحمل دلالات أهلها ولم يقم بها أهلها عبثا، فإن العديد من الأفراد بالغوا في التقليد الذي وصل إلى درجة أخد حتى الفتاة من السلوكيات والبعد عن الجوهر، كما أنها لا تخص شبابنا لا من قريب ولا من بعيد، لكن نجومية هؤلاء أعمت بصيرة شبابنا ببريقها فأصبح العديد من محبي ومشجعي هؤلاء النجوم أسرى حركاتهم وخرجاتهم التي لا تنتهي ،بل منهم من أصبح من روادها.

كانت ولاتزال وسائل الإعلام العالمية هي رائدة الترويج لهذه التسريحات التي نراها اليوم، ويتزين بها الكثير من شبابنا وان كانت غريبة، بل منها المضحكة التي لا تليق بنا، بل بأصحابها ماداموا هم السباقون إلى إيجادها، وأصبحنا اليوم نحضر لتسريحات، كنا لا نراها إلا عبر وسائل الإعلام العالمية من مجتمعات غريبة عنا في كل الأمور والتصرفات وحتى طرق العيش، لكنها أصبحت حقيقة بين أقرب الناس إلينا من أصدقاء وأهل ، ولو تسأل الواحد منهم لما هو على هذه التسريحة لا يستطيع أن يذكر لك لصاحبها أو مصدرها ويبقى هو العلامة المسجلة لا أكثر ولا أقل، من دون معرفة لمضارها داخل المجتمع من الناحية الشرعية وحتى العرف، فهم يشوهون صور مجتمع إسلامي ينبذ مثل هذه المظاهر، لأن فيها من التشبه بأهل الكفر وهم لا يدركون هذا.

ليس ببعيد عنا في ميادين الكرة فنحن نشاهد لاعبين يتزينون بهذه التسريحات بطرق مختلفة، فهم بذلك يمررون رسالات وسلوكيات الغير التي لا يعلم إلا الله نواياها، فقد أصبحوا وسيلة لنشر ثقافات الغير بين أوساط الشباب المحب لهم والمتتبع لكل صغيرة وكبيرة عنهم.

"أهل القزع منتشرون في مساجدنا جمعوا بين الفرض والمكروه"

كما أسلفنا الذكر، فقد وردت العديد من الأحاديث عن رسول الله التي تنهى عن مثل هذه الظاهرة التي أصبحت منتشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة وبطرق مختلفة كل حسب المصدر الملهم له، وهو تشبه بأهل الكفر ولا يحق لمسلم أن يكون الكافر الملحد الملهم له، خاصة في هذه السلوكيات التي تعكس مدى تأثير الفكر الغربي على شبابنا دون استثناء، ما يلفت النظر في الكثير من الأحيان أن حملة هذه التسريحة تراهم سجدا ركعا في المساجد، من السباقين إلى الصفوف الأولى، فإن لم يجعل الله للمرء من قلبين في جوفه فكيف جمع الكثير من هؤلاء الشباب بين الفرض كالصلاة في الجماعة وبين المكروه والمحرم في مثل هذه الظاهرة، إن هذا يوحي بشكل كبير بمدى تعلق قلوب الكثير منا بالحضارة الغربية وإن كانت ضارة لصورتنا كمسلمين، ولسلوكنا بالرغم من اختلافنا الصريح الذي بيننا، فكيف أصبح الواحد منا ناقلا لمثل هذه المظاهر من دون تمعن فيها؟ لماذا أصبح كل ما يأتينا من الغرب يؤخذ من دون أن نسقطه على معايير مجتمعنا، هل يوافقه أو يخالفه؟ وفي سنام هذا كله لماذا أصبح المجتمع العربي المسلم يتأثر أمام كل هذه السلوكيات والمظاهر التي تهب بها تيارات الفكر الغربي وفي المقابل لا يؤثر فيهم؟

15/11/2014

"الأي الأي و الواي واي "..

أغاني تضرب الأخلاق تحت الحزام ..أو حينما يصبح ذوقنا هو خصرنا وليس سمعنا!

 

تحولت شوارعنا اليوم الى ملهى كبير، أو بالأحرى أحياءنا، فأنت لست مجبرا على السهر في الملاهي الليلية لكي تستمع إلى جديد فنانين الملاهي، بل قف على قارعة الطريق وسوف يأتيك خبرهم يقينا، والغريب أنها انتشرت كما تنتشر النار في الهشيم، لقد أسسوا للفن الهابط من أعلى المنابر، أشعلوا ثورة ضد كل ما هو أصيل من الفن القديم والحديث منه، انقلاب ضد الأخلاق والفضيلة، بالرغم من أنها مجرد نهيق وعواء لا معنى لهما، تبدأ حديث نفس وتنتهي صيحات جديد كل سنة، وتتداول بشكل رهيب حتى في أعراسنا، وترى الناس يتمايلون معها من دون فهم ولا علم، ويرددونها مثنى وثلاث ورباع في الأزقة والطرقات، فبالله عليكم خبرونا ماذا يقصد الواحد منهم في قوله "واي واي.. هاي هاي" والله هي أقرب إلى النباح منه إلى الغناء.

"كلمات لا معنى لها تضرب الأخلاق تحت الحزام"

إن ظاهرة التغني والرقص على الإيقاعات الموسيقية هي ظاهرة قديمة قدم الغناء، لكن حينما يرقص الواحد منا على نغمات لا تحمل معنى ولا مصدرا فالأمر أعظم، ترى الناس يهزون بطون من غير فهم لكلمات هذه الأغاني، لكن لنغمات تخاطب أجسادهم العارية من كلا الجنسين رجال ونساء، رافعين رؤوسهم وأيديهم إلى السماء كأن بهم مس من الشيطان، أو سكارى وما هم بسكارى، ولكنهم تحت تنويم كلمات الفسق والمجون، لقد كنا بالأمس نحضر إلى "دي دي" ووصلنا اليوم إلى "هاي هاي، واي واي"، والغريب أنه حتى من أصدرها وله النسخة الأصل فيها لا يعرف معناها، بل يقول الكثير منهم أنها مجرد دندنة في ساعة خلوة، وحديث نفس في لحظة نشوة، كلمات لا تحمل معنى حتى لصاحبها، لكنها رقّصت منا من به صمم، حطمت كل الأرقام القياسية في الاستماع والحضور، فلا حظ لمن تأخر في شراء تذكرة لحضور جديد هذا الذي قذف به الملهى من تحت الأضواء الملونة إلى ضوء النهار في مختلف الفنادق الفاخرة، ترى الشباب يتدافعون ويتسارعون نحو أبواب مسدودة بالأجساد، يتصايحون بأعلى صوت وكأنه يوم الحشر، من أجل التمايل والرقص إلى أوقات متأخرة من الليل، بل حتى الساعات الأولى من الصباح، لكلمات لا معنى لها، بل مجرد نباح وعواء، يتقنه البعض من هؤلاء الشباب لا غير.

هاي هاي... واي واي... لا معنى لها لكنها آخر "صيحة" سنة 2014

انتشر اليوم جديد هؤلاء الفنانين وحاشى للفن أن يكون مصدرهم، ظاهرة أخرى تعدت "التبراح" إلى "الواي الواي الهاي الهاي"، لا ندري ما تحمله من معنى، لكنها حققت السبق وكانت الأفضل في هذه الأيام وآخر صيحة 2014، يرددها الصغير والكبير، بل أصبحت مطلوبة في كل الأعراس والحفلات من كبار الفنانين ورددها الكثير منهم طلبا ورغبة من جمهوره، تبدأ بكلمات تقذف بالحق من أعلى القمم، بجمل نتنة عفنة، تخاطب الغريزة وتنشر الباطل، تهين كل حق ورفيع، وقائم على الأخلاق، تنشر الرذيلة والفسق والتعدي على الحرمات جهارا نهارا، من دون خوف ولا وجل، أسست لمجتمع أصبح لا يفرق بين الحق والباطل، كيف لا وقد أصبحت ظاهرة "الهاي هاي الواي الواي" تغنى في الأعراس العائلية، ويرقص على أنغامها لا على كلماتها الأخ مع أخيه والأخت مع أخيها وفي جو عائلي قيل أنه محترم مبني على الحياء والحشمة، لا تنتصب على حق ولا دعوة إلى خير، تبدأ فسقا وتنتهي رذيلة وبين هذين فجور، ألا فبؤسا لأصحاب الضلال.

تزوجت أغنية الراي من المجون... فأنجبت ولدا عاقا مشوها اسمه "واي واي هاي هاي"

عند الحديث عن مجال الغناء بالعقل وليس بمعايير أخرى نجد أنه إلى أبعد زمن بالأمس كانت أغنية الراي نظيفة الكلمات، تتواصل مع المستمع بالكلمات وليس بالإيقاع، بكلام نظيف أسري، تغلب عليه معالجة الكثير من المواضيع بطريقة سلسة، حتى وإن كانت هناك استثناءات للعديد من الفنانين الذين اتخذوا نغمة المجون والفسق منبرا لهم، لكن في حدود ليس مثلما نلاحظه اليوم، بل كانت تسوق في الملاهي والسهرات الخاصة لأهلها من دون الانتشار الواسع في المجتمع، أما اليوم وللأسف بالرغم أن أغلبها دعوة للفجور والفسوق آلا أنها تسوق في كل الأماكن وفي متناول الكثير من الأشخاص، حتى الأطفال منهم وهذا للتكنولوجية الحديثة.

ولعل السبب في هذا يرجع إلى الفراغ الذي تمر به أغنية الراي والركود الذي مس الكثير من الفنانين في هذا الطابع، فعندما يقف "هواري بن شنات" متفرجا من دون تأليف ولا توزيع للأغاني التي كان يغنيها بالأمس والتي لم تخدش الحياء ولم تخاطب الغريزة علنا، فإنه حتما سوف يأتي من يحل محله حتى وإن كان الخليفة من صلبه، وغريبة هي الدنيا، فما حققه "هواري بن شنات" في سنوات العز لأغنية الراي بأغانيه الهادفة النظيفة التي كانت امتدادا للأغنية الراوية الملتزمة، حققه اليوم ابنه "محمد بن شنات"، لكن من على منبر مختلف منبر "الهاي الهاي والواي واي"، لم يكن امتدادا لأغنية الأب والحفاظ على سيرته، لكن نقطة انكسار وانقلاب، بل سار في الاتجاه المعاكس، فشتان بين من يخاطب العقل والفضيلة وبين من يخاطب الغريزة والشهوة، بل الأغرب ليس كونهما مطربين من طابع واحد، بل أكثر من هذا من تحت سقف واحد، جمعتهما قرابة الأب لابنه وفرقتهما الحنجرة.

الأستاد ب. رشيد مختص في علم الاجتماع: "لا توجد دراسات صحيحة لتوريث العادات والتقاليد بين الأجيال"

عن فرض هذا النمط الاجتماعي الملاحظ اليوم في الجزائر، على غرار انتشار تقبل ظاهرة الاستماع إلى هذه الأغاني حتى ولو كانت تعارض عاداتنا وتقاليدنا، يرجعها الأستاذ رشيد.ب إلى الأسباب التالية "أننا كمجتمع لو نلاحظ الرابطة بين الأجيال نرى أن هناك فوارق كبيرة بينها ويرجع في الأساس إلى الفراغ الموجود بينها، هذا ما سمح بظهور ثقافات جديدة حلت محل الثقافة القديمة مع مرر الأجيال حتى ولو كانت على حساب عادات وتقاليد المجتمع ككل، إضافة إلى هذا أن الجزائر تفتقد لمدارس لتأسيس نمط اجتماعي معين يتماشى مع الحدود الخلقية والاجتماعية الموجودة في المجتمع من أجل تمرير رسالة الجيل السابق إلى الجيل الذي يليه على حسب الدين والعرف الخاص بالمجتمع مع مراعاة التحضر المفيد، بالإضافة إلى هذا يوجد هناك ضغط حاصل داخل المجتمع نتيجة لتضارب الأفكار، حيث ظهر هناك تعصب بين هذه التكتلات، كل حسب مذهبه، من متشدد من جهة وآخر متفتح، نتج عنه ظهور هذه الأخلاق كاعتراض على أفكار المذهب الآخر حتى ولو على حساب الكثير من مقومات المجتمع".

14/11/2014

الطفلة المعجزة فيروز مع زوجها فى أواخر السبعينيات “صورة نادرة”

 

لعبت الطفلة المعجزة فيروز دورا قويا ومؤثرا فى تاريخ السينما المصرية، حيث استطاعت فيروز أن تستحوذ على إعجاب المشاهدين نظرا لما تتمتع به من موهبة فنية غير عادية، سواء كانت من ناحية الاستعراض أو الغناء أو التمثيل.

فيروز اكتفت بالشهرة التى حققتها وهى طفلة

حققت فيروز شهرة واسعة لم يتمتع بها فنانات الزمن الجميل، واكتفت فيروز بهذه الشهرة وتوقف عن التمثيل وأكملت شقيقتها نيللى المسيرة الفنية من بعدها.

من ضمن الصور النادرة التى ظهرت للطفلة المعجزة فيروز كما كان يلقبونها من قبل، صورة نادرة مع زوجهابدر الدين جمجوم، وكانت هذه الصورة فى أواخر السبعينيات وكان يبدو على فيروز ملامح الكبر فى السن.

14/11/2014

3 روايات تعشقها نساء العالم

 

يدق القلب للكلمة، وعند القراءة قد يخفق ويطرب فرحا أو يحزن من كلمات عميقة يقرأها فى رواية أو كتاب أو شعر، ولما تمتاز به بعض النساء من شفافية وإحساس وعاطفة، فإنهن يلجأن لقصص الحب والرومانسية أو لقصص النجاحات والنهايات السعيدة أو حتى لقصص الخيال العلمى والرعب الممزوج بالإثارة.

وتأكيدا على ذلك قدم موقع جود ريدز أكثر الروايات التى تقبل عليها النساء حول العالم، ومنها رواية عاملة المنزل، ومذكرات حب، ومذكرات غيشا.

عاملة المنزل

تعتبر رواية عاملة المنزل للمؤلفة كاترين ستوكت من أكثر الروايات مبيعا فى لائحة صحيفة نيويورك تايمز لعام 2009 ، وتعتبر التجربة الأولى فى عالم الكتابة للمؤلفة كاترين ستوكت، والتى تحكى عن العنصرية بين السود والبيض فى المجتمع الأمريكى فى منتصف القرن الماضى.

مذكرات حب 

تتميز قصة مذكرات حب للمؤلفة نيكولاس سباركس بالرومانسية التى تخطف قلوب العشاق، وقد تصدرت المبيعات لفترة طويلة وتخطت إيراداتها 115 مليون دولار.

مذكرات غيشا

وهى رواية من تأليف الكاتب آرثر غولدن تمت ترجمتها للعديد من اللغات على مستوى العالم، وهى تحكى عن قصص فتيات الغيشا فى اليابان وحياتهم فى إغواء والترفع عن الرجال النبلاء دون النظر لاحتياجاتهن وعواطفهن وأحاسيسهن وقد تم تحويل الرواية إلى فيلم.

13/11/2014

عبد الرحمن الجيلالى شيخ المؤرخين والأدباء الجزائريين

 

يعتبر المفكر الراحل عبد الرحمن الجيلالى من أهم الشيوخ والأدباء والمفكرين والمؤرخين الجزائريين فى عهده، إذ تتلمذ على يد شيوخ  فى المساجد فى منطقته مدينة بيولوغين، وكان من ضمن منتقدى النظام الاستعمارى، وقد كانت دراسته قرآنية، فهو عالم ملم بأمور الدين إذ ظل طوال 100 عام دربا نورانيا بالإسلام لمن حوله.

قدم عبد الرحمن الجيلالى العديد من الدراسات للمجتمع الجزائرى، فأصبحت كتاباته مرجعا مهما ونبراسا للباحثين والدارسين، كما كان ضمن من جاهدوا ضد الاستعمار الجزائرى.

التحق الشيخ عبد الرحمن الجيلالى بالإذاعة الوطنية الجزائرية عام 1940، وقدم برامج للإجابة عن استفسارات المستمعين الدينية فى برنامجه الشهير”لكل سؤال جواب”، كما أنه من ضمن من ناصر التمثيل المسرحى “المسرح الدينى”،  إذ  قام بتأليف كُتب عن المسلسلات الدينية.

وله العديد من الإسهامات والأبحاث والدراسات، ومن أعماله كتاب تاريخ المدن الثلاث “الجزائر، المدية، مليانة”، وكتاب حول العملة الجزائرية فى عهد الأمير عبد القادر، وكتاب ابن خلدون فى الجزائر.

12/11/2014

فيلم Interstellar  يحقق أعلى إيرادات سينمائية

 

يصنف فيلم Interstellar من أفلام الخيال العلمى، حيث أن سيناريو الفيلم قائم على أعمال وأفكار عالم الفيزياء النظرية كيب ثرون، الفيلم من بطولة ماثيو ماكونهى وآن هاثاواى، من تأليف وإخراج كريستوفر نولان.

أحداث فيلم بين النجوم

يناقش فيلم Interstellar فترة زمنية من تاريخ الأرض تنتشر الأمراض التى تضرب الموارد الطبيعية ويصبح البشر مُعرضا للفناء بسبب نقص الطعام وانتشار الأوبئة، ولذلك يسعى مجموعة من المستكشفين بقيادة طيار السفر فى رحلة فضائية مجهولة من خلال الثقب الدودى من أجل البحث عن كوكب آخر يصلح للحياة.

ويتربع الفيلم على قائمة إيرادات الأفلام الأجنبية برصيد 54 مليون دولار أمريكى، حيث يأتى فى المركز الثانى ذلك الأسبوع ، كان قد أحتل المركز الأول فى الإيرادات فى الأسابيع الماضية .

08/11/2014

"واد سوف" مدينة كتبت التاريخ القديم على طريقتها، مدينة الألف قبة وقبة، عاصمة الرمال الذهبية، ذات التاريخ الضارب في الأعماق. "واد سوف" التي ربط الباحثون معناها بقبيلة "مسوفة" التارقية البربرية. وما ذكره ابن خلدون، يفيد أن هذه القبيلة مرت بهذه الأرض وفعلت فيها شيئا، فسميت بها، وتوجد الآن بعض المواقع القريبة، من بلاد التوارق تحمل اسم سوف، ولها دلالة جغرافية لارتباطها ببعض الخصائص الطبيعية للمنطقة. وفي اللغة العربية نجد كلمة "السوفة والسائفة" وهي الأرض بين الرمل والجلد، وعندما تثير الريح الرمل تدعى "المسفسفة" وهذا ما جعل أهل سوف يطلقون على الرمل "السافي". سرنا في سوف وأشير علينا بأقدم سوق في المدينة، وهو الذي يحوي المدينة القديمة "سوق الأعشاش"، وهو من أقدم الأحياء في المنطقة، سمي كذلك، لأنه كان عبارة عن بيوت صغيرة تشبه الأعشاش.

الحي بما فيه السوق، مصنف ضمن التراث العالمي، ويحوي رحبة اليهود التي استقرت فيها أكثر من 32 عائلة يهودية، إلى غاية الاستقلال. ناهيك على أنه من أهم المعالم الأثرية، والتاريخية بالولاية، حيث تعود نشأة هذا الحي العتيق إلى القرن 16م عندما هاجر "العش بن سليمان" إلى وادي سوف، في حدود القرن السادس عشر ميلادي. وقد ساهم أهل الطرود في تأسيس الحي، وتوسعته ليمتد ويتسع أكثر. الشغل الأساسي لليهود برحبة اليهود في سوق الأعشاش هو العمل الحرفي، كـ"القرداش"، وهو غزل الصوف بآلة يدوية اسمها "القرداش"، و"الذهب" و"الفضة" و"النحاس".. مع وجود تجار يبيعون المواد الغذائية واللحوم لكافة السكان.

 انطلقنا ناحية السوق، هنا تتزاحم الأصوات مع المحال، مع الناس، مع الزمن، في آن واحد. هنا تخلع نعليك الملطختين بآهات الحياة، وضجر الأيام، وروتين المدن الكبيرة، وتنتعل آخرين بعيدا عن أفكارك، إنها دعوة للتجريب، دعوة للابتعاد عن المألوف، لتسير في أروقة ضيقة متلاحمة مع بعضها، حيث تتزاوج الحجارة مع أقرانها. تسابقك اللحظة بأسئلتها هل هناك من يحفظ هذا التراث؟ كيف يحبك قصته ويحمي حضوره؟

 

الإسكافي، اللحام، الخياط، العشاب، الطباخ.. كلها حرف تطل عليك بمحلاتها ودكاكينها الضيقة القديمة، أشخاص لم يلتحفوا رداء التطور، بل حموا حروفا توارثوها أبا عن جد. هم أصليون في تفكيرهم الذي لا حدود له. طيبون بمحياهم وابتسامتهم العفوية، كرماء كلهم جود وسخاء وعطاء، حين يتعلق الأمر باستضافة واستقبال. عند أولئك الحرفيين تعبق رائحة المواد في دكاكينهم، وتأخذك الروائح الطيبة، في أول الزقاق لتأخذك في نهايته، عند "طبّاخ" مثلا تفننت أنامله الخشنة في تحضير، ألذ طبق عرفت به المنطقة منذ زمن وذاع صيته، ووصل إلى العنان إنه طبق "الدوبارة" وهي أنواع: "دوبارة حمص"، "دوبارة فول" أو "مزيج من الاثنين"، وأحتفظ بتفاصيل الوجبة الشهية لنفسي، علني أبعث فيكم حماس فضول التذوق، أو قد تقودك روائح ذكية إلى دكان "عشّاب" أصبح محله لفرط ما فيه، غابة بأكياس مكتنزة بأعشاب، وعقاقير، وبهارات لا شك في فائدتها، ولا شك في صدق بائع لا يغالي لتشتري إنه فقط يعطيك بطاقة فنية عن كل عشبة، ويجزل الجواب لأسئلة، تتدفق في وجهه دفعة واحدة. وفي إحدى الزوايا لفت انتباهي شيخ، يبيع مشروبا وهو يهتف مرة وأخرى: "حُلُوُ"، "حُلُوُ"، المشروب يباع هنا منذ أن كانت المنطقة لليهود، إنه "اللاقمي الميت" الذي اشتهرت العائلات اليهودية ببيعه، لم تستهون فكرة تذوقه رغم إلحاح البائع الذي كان يؤكد لي أن هذا الذي يبيع هو "اللاقمي الميت" وليس "الحي المسكّر"، تركته وأنا أتمتم لا حي ولا ميت، شربة ماء أفضل. في ركن آخر تجذبك الألوان وقد اصطفت بعناية، لتبهرك وهي تشكل لوحة فسيفسائية رائعة. إنها لفافات الصوف بعد أن غزل وأصبح خيوطا بألوان زاهية ُتستغل لغزل البرانس، والمعاطف الصوفية.

  سوق الأعشاش يحكي تاريخه على طريقته، تقرأه عبر حروف يفككها الزمن، ويعيث فيها، بل وينهيها يوما بعد يوم، بسبب هجرة الشباب لها تنحصر في الكبار اليوم فقط. قد يكون من الغباء في حضرة هذا الإرث الحرفي تجاهل الأسباب التي تمزق الحرف إربا، والتي يقع في مقدمتها التكبر عليها، ويليها عدم الرعاية الحكومية لها.

على تخوم السوق وبينما أنت منشغل في البحث عن تاريخ واد سوف التي عايشت الرومان، إذ عثر على قطع تعود إلى عهد ماسنيسا، وإلى عهد الرومان "نيرون"، وأخرى للعهد النوميدي، "يوغورطا ويوبا الثاني"  بمنطقة قمار. كما استقر الوندال في أرض سوف أيضا.وحاول  البيزنطيون إحكام سيطرتهم على السكان إلا إن قبائل نوميديا فجرت الثورة، وقد شارك فرسان سوف في المقاومة الشعبية ضد خط الدفاع البيزنطي، وقاد الثورات زعماء من البربر الذين أضعفوا الحكم البيزنطي فتهاوى بسهولة وسقط لما قدم الفاتحون المسلمون.

ينقشع أمامك كل هذا الزخم التاريخي والحضاري، بنمط معماري مميز أملته الظروف الطبيعية أحيانا، وثقافة وأهل المنطقة كذلك. وهو امتداد للطابع المعماري العربي، والإسلامي كالأعمدة، والأقواس والقباب والتيجان.

 

 تجتاز السوق العتيقة ومعها تجتاز أفول زمن بكامله. هنا في حضرته تلمس أصالة البناء من الدكاكين القديمة، وأبوابها الخشبية القديمة الطراز، إلى الأزقة الضيقة الطويلة المتعرجة، التي تتراص على جوانبها البيوت الحجرية، ذات الطراز القديم، وبلاط الأزقة المنزلق نحو التاريخ العتيق المسكون في أقبية حجرية ودكاكين حرفية. تبدو السوق قطعة فسيفسائية، معتقة بألوان تقتحمها فجأة، كل منها وليد حركته وزقاقه، ما أعطى السوق العتيقة مكانة متميزة.

في قلب سوق الأعشاش بواد سوف تكتب العديد من القصص، منها: ترابط العيش، وتلاحمه، الكل يتعارف هنا، الزائر والمار معروفان من خلال تقاسيم المحيا والنظرات، التي يوزعها أصحاب السوق عليه. فلا بد لك أن تلحظ حجم الألفة بين سكانه وحجم الألفة مع المكان. حميمية المكان،  صياح الباعة، وحركة الزوار، تلك الصورة تدفعك لترسم حكاية أخرى عن هذه الحياة البسيطة غير المتكاملة في آن واحد. فيما تخيم على تلك الصورة قصة تبدو معتمة، وتمتزج بأسئلة كثيرة: هل هناك من يرمم السوق؟ من يحمي المنازل القديمة؟

 

07/11/2014

رواية صندوق الدمى للكاتبة شيرين هنائى ترصد الماسونية

 

لا تحترق أرواحنا بشمس المعرفة، كانت هذه هى الجملة الشهيرة برواية صندوق الدمى والتى اعتبرتها الكاتبة شيرين هنائى بمثابة الشفرة الرئيسية والأساسية لفك سر القصة.

تدور الرواية  التى تمتزج بين الرعب والفانتازيا حول البيئة المصرية فى شوراع مدينة الإسكندريةوالقاهرة، حيث كانت الحياة لإحدى العائلات سعيدة وفجأة تحولت القصة لمسلسل رعب.

تشير صندوق الدمى للكاتبة شيرين هنائى  إلى أن ما يثار حول الماسونية وكل الحركات السرية الأخرى محض هراء، فلا يمكنك إلا أن تتفق مع الكاتبة أن فى حياتنا الحديثة تحول الإنسان لقوالب جامدة ودمى يتحكم فيها الآخرون.

06/11/2014

أنجلينا جولى سعيدة بكونها زوجة لبراد بيت

 

تعد النجمة أنجلينا جولى والنجم براد بيت من أهم نجوم العالم، وفقا لما قدماه من أعمال سينمائية مهمة، وقد جمع بينهما علاقة حب استمرت لسنوات طويلة.

فى عام 2014 قرر الحبيبان الزواج الرسمى من بعضهما وسط الأبناء، وتحدثت مختلف وسائل الإعلام عن هذا الزفاف “أنجلينا وبيت الأسطورى”.

براد بيت خائن

وقع النجم العالمى براد بيت فى غلطة لم تغتفر له عندما خان زوجته أنجلينا، لكنه ندم على ذلك ونظرا لعلاقة الحب القوية التى تجمع ما بين أنجليا وبيت، فغفرت له أنجليا وعادت حياتهما الزوجية من الجديد.

اعتراف أنجليا جولى

فى خلال الساعات الماضية اعترفت أنجليا جولى أن زواجها من النجم براد بيت جعلها تشعر بمشاعر مختلفة عن حياتهما من قبل، قائلة: “إنه شعور جميل كونى زوجة لبراد بيت“.

06/11/2014

كيم كارادشيان تتعرض للهجوم بسبب أوباما

 

تعد نجمة التليفزيون الأمريكية كيم كارادشيان البالغة من العمر 33 عام، محل اهتمام العديد من الناس وهذا يرجع إلى شهرتها الواسعة، فكل أخبارها يعلمها جمهورها وتكون دائما كيم كارادشيان محاطة بمختلف الأضواء.

كيم كارادشيان تدعم أوباما!

لاقت النجمة كيم كارادشيان هجوما قويا بعد أن جاهرت عن دعمها لرئيس الولايات المتحدة الأمريكيةأوباما فى الانتخابات النصف نهائية على صفحاتها الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى تويتر وانستجرام، وسرعان ما انهالت عبارات السخرية والانتقاد عليها لدعم أوباما فى الانتخابات النصف نهائية، وذلك من أجل الفوز بالمنصب.

05/11/2014

رواية الحصن الرقمى للروائى دان براون تفضح وكالة الأمن القومى الأمريكى

 

الحصن الرقمى هى أحدى روايات دان بروان، والتى تدور أحداثها داخل أروقة وكالة الأمن القومى “إن إس إيه”، حيث تمرد أحد الموظفين سابقا فى الوكالة وقام بمتابعة شبكة الإنترنت كرد فعل انتقامى، وقام بعمل شبكة أسماها الحصن الرقمى، وهو المخبأ لكل الذين لا يرغبون أن  تتجسس عليهم الوكالة عبر حواسبهم.

رواية الحصن الرقمى

تروى رواية الحصن الرقمى عن رغبة أمريكا فى السطوة على العالم، ورغبة الوكالات الاستخباراتية فى مد نفوذها ومراقبة الناس فى تعدى سافر على الحقوق الشخصية، تم ترجمت هذه الرواية إلى العربية وأعيد طبعها عدة مرات.

عن دان براون نتحدث 

دان بروان هو مؤلف لقصص الخيال العلمى المثيرة، وهو يتسم بوضع لمساته الفلسفية والعلمية وله أسلوب مشوق فى الكتابة، ومن أشهر رواياته شفرة دافنشى والتى تحولت إلى فيلم سينمائى بعد ذلك.

05/11/2014

فيس بوك يعلن طلبات الحكومات زادت بنسبة 24%

 

أعلن فيس بوك موقع التواصل الاجتماعى الأول فى العالم، عن تقرير الشفافية للنصف الأول من عام 2014، وذكر التقرير أن طلبات الحكومة لمعرفة بيانات ومعلومات عن المستخدمين زادت بشكل ملحوظ بنسبة 24% منذ النصف الأخير من عام 2013.

عدد طلبات الحكومات من فيس بوك

وصل عدد الطلبات إلى 34,946 من الحكومات المختلفة حول العالم،  وقالت فيس بوك: “إنها لم تستجب لكل هذه الطلبات، وأنها تفحص بدقة كل طلب لكى يكون وفقا للقوانين التى تنظم ذلك”، وجدير بالذكر أن عدد الطلبات السابقة كانت 28,147 فقط.

05/11/2014

بيونسيه تحتل قائمة المغنيات الأعلى أجرا فى العالم!

 

تمتعت الفنانة العالمية بيونسيه بشهرة كبيرة فى العالم كله، ينتظر جمهورها وبلهفة شديدة صدور ألبومها الغنائى، ودائما ما يحقق ألبومها نجحا منقطع النظير، باعت بيونسيه أكثر من 118 مليون نسخة من الألبومات، وهذا يجعلها واحدة من أفضل الفنانين مبيعا على الإطلاق.

بيونسية بلغت إيراداتها لهذا العام 115 دولارا أمريكيا!

لذلك تعد أخبارها محل اهتمام من الجميع،  تصدرت المغنية بيونسيه البالغة من العمر33 عاما،قائمة المغنيات الأعلى دخلا فى 2014 بإيرادات قدرت بحوالى 115 مليون دولار أمريكى وهو ما يعادل أكثر من ضعفى ما جنته العام الماضى.

تأتى فى المرتبة الثانية  نجمة البوب تايلور سويفت  24 عاما، بدخل 64 مليون دولار، بينما حصدت المركز الثالث مغنية البوب بينك 35 عاما، بأجمالى أرباح  52مليون دولار، أما النجمة ريهانا 26 عاما بالمركز الرابع بعدما حققت 48 مليون دولار، بينما جاءت النجمة كاتى بيرى 30 عاما، فى المركز الخامس وذلك بإيرادات 40 مليون دولار.

تعد مجلة  الفوربس الأمريكية قائمة كل عام بتقدير الدخل قبل خصم الضرائب، وذلك لمدة عام يبدأ من يونيو 2013 وتحدد تلك الأرقام بناء على مبيعات تذاكر الحفلات.

05/11/2014

اقتباسات من  رواية الفيل الأزرق للكاتب أحمد مراد

 

 الفيل الأزرق، اسم لرواية من أشهر الروايات فى مصر الآن وتحولت لفيلم سينمائى لمؤلفها أحمد مراد،وهو نفس مؤلف رواية  فورتيجو، والتى تحولت لمسلسل تليفزيونى أيضا، إذ نحن أمام روائى عبقرى يلمس بكتبه عقول الناس مع مزج كتاباته بالخيال المتعمق والفكرة المتميزة.

اقتباسات من رواية الفيل الأزرق

مريض الضلالات صعب أن يتزحزح إيمانه بما يؤمن به.

آخر واحد بيعرف أنه عيان هو المريض نفسه.

بعضنا يعيش عُمره حسرة على قطار فاته.

كل واحد فينا بيدور على نوع من أنواع الاتزان.

هناك شخص يعى تماما أنه بلا جدال سيمزقك غلا بعد طعنك، ثم يضع فى زهو بصمات كفه مُلطخة بدمائك على حائط بطولاته، لمَ تعطيه فرصة الاستمتاع بكل تلك الاختيارات مجانى؟، لمَ لا تغلق عينيه ببصقك أو تحشر فى حلقه نعل حذاءك؟.

04/11/2014

هل شخصية جحا فى نوادر الأدب حقيقية؟

 

لم يذكر جحا - صاحب الشخصية الساخرة فى أى كتاب من كتب الأدب – إلا وشاركه فى الظهور حماره وزوجته وابنه، ولكن من هو جحا؟، وهل هو شخصية

حقيقية؟.

جحا شخصية غير

معروفة

اختلف الباحثون فى تعريف حقيقة شخصية جحا وإن كانت حقيقية أم لا، وخصوصًا عندما نسب البعض إلى شخصية جحا أنه أحد التابعين الصالحين، وهو ما أثار الجدل حول تلك الحقيقة، على خلفية ما يلتصق بهذه الشخصية من سخرية وضحك وتهكّم من الكثيرين بسبب بعض الأحداث والمواقف التى تنسب إليه، وهو ما يتنافى مع شخصية التابعين الصالحين التى تتسم بالالتزام والاتزان.

وتظل شخصية جحا مبهمة، إلا أنها بالرغم من ذلك فقد أمتعتنا بالحكايات الطريفة والقصص والحكايات الظريفة التى تناقلتها كتب الأدب حيث مثّلت شخصية جحا جميع الثقافات فى العالم.

رأى العقاد فى شخصية جحا

يقول المفكر والكاتب عباس محمود العقاد عن شخصية جحا إن هناك شيئًا واحدًا ثابتًا كل الثبوت فى أمر جحا، هو لكن أنه لم يكن واحدا، لأن النوادر التى تُنسب إلى جحا لا تصدر من شخص واحد، ولا تزال دواعى اليقين باستحالة هذه النسبة واضحة فى كل قرينة، وكل رواية يجوز الاعتماد عليها فى تحرّى الوقائع ومن تنسب إليه .

قصة من قصص جحا المضحكة

سأل شخص جحا قائلًا: إذا أصبح الصبح خرج الناس من بيوتهم إلى جهات شتّى، فلم لا يذهبون إلى جهة واحدة؟، فقال له: إنما يذهب الناس إلى كل جهة حتى تحفظ الأرض توازنها، أما لو ذهبوا فى جهة واحد فسيختل توازن الأرض، وتميل وتسقط.

04/11/2014

رواية "رنيم" لليلى بيران والتأريخ بالسرد الأدبي

 

شهدت الساحة الأدبية في بلادنا مؤخرا موجة إبداعية ـ في السرد على وجه الخصوص ـ تنزع إلى التفاعل بشكل أكثر حميمية مع "التاريخ"، والتاريخ الحديث والمعاصر على وجه التخصيص، وذلك بالتوازي مع الرواج الواضح الذي تلقاه الرواية التاريخية، مما ينبئ بتحوّل وشيك، يكاد يكون سريعا، في أنساق الإبداع بشكل عام، وهو ميل يتسع باستمرار مع الزمن، ومن المرَجح أن يتحول إلى ظاهرة أدبية يلزمها غير قليل من الاستعداد النقدي والجرأة في المعالجة.
فبعد الطاهر وطار وواسيني الأعرج وأمين الزاوي ظهرت موجة شبابية اقتفت خطاهم، من غير أدلجة للنصوص الإبداعية عرفناها عند من سبقهم، وتمثل الكاتبة والروائية الشابة ليلى بيران صورة واضحة على ذلك.
فبعد محاولتها الأولى في " ميسج إلى صديقي" ثم مجموعتها القصصية "معادلة الحياة" الصادرين عن دار الفارابي ببيروت، ها هي تفاجئنا بنص روائي جديد أكثر نضجا في شكله ومحتواه عن دار الفيروز بالقاهرة، حمل عنوان "رنيم" يحوي ستة فصول يربطها تسلسل زمكاني منطقي مع استعمال متقن لتقنية للفلاش بك. 
وتخضع تركيبة البنية الروائية عند ليلى بيران كما هو واضح في "رنيم" لمقاربة تاريخية ومقارنات متماثلة في وضعيتين بين موقف وموقف ولقطة وشبيهتها مما خلق حالة متماسكة من الحبكة القصصية. 
وحمل النص السردي "رنيم" سيرة ذاتية لأسرة مجاهدة أثناء الثورة التحريرية وفي السنوات الأولى للاستقلال، مستأنسا بمقاطع الشعرية أضفت رونقا خاصا، يعكس رغبة محَيَّنة في تجاوُز نُظُم تعبيرية نحو نُظم أخرى أكثر انسجاما مع طبيعة المبدع والمتلقي في آن.
ومما يمارسه المتلقي في باب المشاركة النشطة التي تتيحها رواية "رنيم" تخيُّلُ طبيعة الأهوال التي صادفت عائلة سي بلقاسم المجاهد ضد الاستعمار الفرنسي، وكيف واجهتها واكتوت بأوارها؟ وموقف سي بلقاسم منها؟ و والقصص المحيطة بالفواجع المتتالية للسكان..؟ وهي مُشاركة تؤكّد حضور البعد الدرامي المغموس بالتراجيديا الواقعية في الرواية.

إن المبدعة تبدو مدرِكة لما تحقق في السرد الروائي العالمي، ولذلك فإن إلى جانب المعطيات المتصلة بالمرحلة التي تتبعها الرواية وحداثة لغة السرد، تتحقق المتعة في "رنيم" فنيا من خلال تضاريس الزمن، فلقد اختارت ليلى بيران النبش في الماضي المعاصر، من خلال سيرة حقيقة لأسرة ـ والتي هي أسرتها الحقيقية فيما يبدو ـ عاشت الثورة التحريرية وسنوات الاستقلال الأولى بأفراحها وأتراحها، ويدل هذا النبش على الوعي بالامتداد النفسي الجمعي لهذا الماضي عند الكاتبة ليلى بيران.
وانسجاما مع طبيعة الخطاب السردي، فإن تتبع تجليات التاريخ في الرواية لم يركن إلى الجاهز والناجز، وإنما جعلها بنيةً موصولة ببنية الرواية كخطاب سردي، إذا كانت علاقة المبدع بأجواء الرواية بهذا العمق وبهذه الدقة، ألا نستطيع القول بأن أحداثها جرت وتجري في لاوعي المبدعة ليلى بيران؟ وأن هذا الانشداد إلى المنسيّ منا وفينا هو بعض من تجلِّه الخاص؟

كما هي رواية تؤرخ فنيا لحقبة من تاريخ الجزائر، فتنهل من مخزون الذاكرة، وتعبر بعمق عن دلالات التحولات السياسية والاجتماعية والأخلاقية والفكرية في الجزائر، بطريقة تختلف عن الرواية التاريخية التقليدية، وكان بالإمكان أن تكون الرواية أكثر تشويقا لو أضافت الكاتبة بعض توابل الخيال، لأن الالتزام الصرف بالحقيقة التاريخية وصيرورتها ليس مجاله الرواية والأدب، بل هو خاصية المؤرخين والباحثين، وكان يمكنها الاقتداء في ذلك بالروائي المبدع واسيني الأعرج في روايته عن الأمير عبد القادر.

واستنادا إلى ما سبق نجد أن العودة التي حققتها رواية "رنيم" إلى الماضي القريب هي إحدى تجليات الفطنة الإبداعية عند الكاتبة، حيث فسرت حوادث الحاضر كمنعكس شرطي لحوادث الماضي، وهو ما يسوغه عالم النفس يونغ في قوله: 
"إن إصلاح الحاضر لا يكون إلا بالرجعة إلى الماضي".

ويبدو من الصعب تتبع تجليات انفلات الزمن داخل الرواية، وذلك بسبب تراكم الأحداث من جهة، وبسبب هذا الماضي الذي تتصل به من جهة ثانية. غير أن حدة الانفلات تبلغ ذروتها عندما تتبع السارد يوميات "بلقاسم وعائشة" على مدى الثورة التحريرية وما بعدها. 

وإذا كانت هذه الفضاءات تشير إلى حركية النص وانتقال أحداثه من هذه النقطة إلى تلك، فإن القراءة المُمعنة للرواية تبين أن أغلب الأحداث وقعت في مناطق بريف منطقة موزاية وغابات تمزغيدة والضاية وشنوة، حيث نشط سي بلقاسم في كتائب الولاية التاريخية الرابعة، أو أماكن أقحمتها الراوية لتضفي حميمية بين القارئ والمكان عبر النص السردي وتربط الحاضر بالماضي.

إن "رنيم"، تتخذ مسارا رِحليا، وقد أكسبها هذا المسار ملمح تشويقي، تعزز باحتضان الرواية لخطابات أخرى منها ما هو مشوق في ذاته، ومنها ما يستمد تشويقه من خلال اندماجه مع العناصر الأخرى. فقد أَسلمت الكاتبة مشعل السرد غير ما مرّة للزوجة والأم لكي تحكيا للراوية قصة أبيها ومعانات الأسرة في المحتشد، وكي تؤنسها بالأحاجي، وبذلك تصير الرواية (الحدث الأساسي) حاضنة لأحداث قصة الأب ولأحاجي الجدة والأم ومآسي الأم....

وإذا كانت قصة الأب والأحاجي من طبيعة الرواية، باعتبارهما خطابين سرديين، فإن الرواية انفتحت على خطابات أخرى تستمد عجائبيتها من خلال اندماجها في الرواية ككل. ومن هذه الخطابات نجد النصوص الشعرية المبثوثة عبر مفاصل الرواية، كما نجد الأمثال الشعبية والحكم وخرافات العين والسحر...
اختيار ألسنة المسلك التاريخي راجع إلى طبيعة المرحلة التي تغطيها الأحداث أولا وإلى الاشتغال اللغوي على هذه الأحداث. كما أن التمايز الفني واللغوي لفصول الرواية ينبئ أنها تستمد خصوبتها وخصوصيتها من طول مدة الكتابة وإعادة الكتابة التي يعانيها كل مبدع جاد. 
وتغنج "رنيم" وتتدلل بمعجم لغوي ثري يتآلف في أعطافه القديم والحديث، تستهدي به الراوية في تشكيل السرد الفني، وفي وصف البشر والمعالم والأحاسيس والمعاناة والروائح بدقة وإتقان، وتبرع في تصوير تفاصيل الحياة اليومية وأنشطة أفراد العائلة، ورفاق الجهاد، والأصدقاء...، ودقائق العادات والتقاليد بأسلوب خال من التعقيد يضع اللغة في خدمة النص والأفكار العامة التي ينطوي عليها. لغة صافية راقية دقيقة تنساب في نسق واثق، تنحدر أحيانا فتغرف من مفردات العوام ما تطعم به خطابها وتنتأ في أحيان أخرى لتقطف من التراث وروده وريحانه.

04/11/2014

وسائل الإعلام السمعية البصرية حاضرة بقوة في الطبعة ال19 لصالون الجزائر الدولي للكتاب

يحظى صالون الجزائر الدولي للكتاب منذ افتتاحه يوم الخميس الماضي بتغطية سمعية بصرية واسعة تسهر عليها فرق من التلفزيون و الإذاعة الجزائرية (و كذا الأجنبية) حيث تبث معظمها يوميا حصص على المباشر.
و في هذا الصدد أوضحت ناريمان سعدوني من القناة الثالثة للإذاعة الوطنية التي تشرف على فضاء وسائل الإعلام بالصالون "نحاول تقديم معلومات للمستمعين حول مختلف النشاطات بالصالون من خلال تقريبهم من الأجنحة و المؤلفين".
و لتغطية أحداث صالون الجزائر الدولي للكتاب تتقاسم كل قنوات البث الإذاعي الوطني نفس الفضاء: أستوديوهات مجهزة بإحدى أجنحة الشركة اجزائرية للمعارض و التصدير "سافيكس" حيث تقوم مختلف الفرق ببث حصص ثقافية مخصصة كلها للصالون على المباشر.
و من جهتها قالت صونيا شريفي صحفية بالقناة الثانية أنه "يتم بث حصص مخصصة للمطالعة و الكتاب على المباشر من الصالون على أمواج القناة الأولى و القناة الثانية اللتين تستقبلان مشاركين و منظمين خلال أربع ساعات من الزمن في الفترة الممتدة بين 13:00 و 17:00".
و قد قامت قناة "الإذاعة الثقافية" بإعداد نفس البرنامج و هي تبث حصة يومية على المباشر على 16:00 بالإضافة إلى فواصل إخبارية فيما يقوم الصحفيون بإعداد نشرات يعلنون من خلالها عن نشاطات الصالون و كذا تسجيلات لحوارات سيتم بثها بعد الصالون. كما نصبت قنوات تلفزيونية عمومية و خاصة بلاطوهات مخصصة لحصص يومية حول الصالون مع تقديم يوميا أجندة الناشرين الذين يشاركون في هذه الحصص.
و قدم العديد من المؤلفين على شاشات التلفزيون إصداراتهم كما عبروا عن وجهة نظرهم حول المواضيع المقترحة خلال لقاءات الصالون. و تتابع قناة التلفزيون الموضوعاتية "جرجرة" المخصصة للشباب جناح الجمهور الصغير المهتم بالكتاب شبه المدرسي و تعلم اللغات الأجنبية و الألعاب التربوية.
و من جهة أخرى يتم تسجيل حضور معزز لوسائل الإعلام الأجنبية خاصة منها الفرنسية التي تتابع هي الأخرى هذا الموعد السنوي للكتاب. و في هذا الإطار خصصت قناة التلفزيون الفرنسية "تي في5 موند" و للمرة الأولى عددا من حصتها "مغرب أوريون اكبريس" التي سجلت بالصالون. و تقترح الحصة ولوجا في كواليس الحصة الأدبية للقناة الثالثة الجزائرية "بابييه بافار" و كذا لقاء مع مؤلفين و فاعلين ثقافيين جزائريين.

القناة الثالثة "إذاعة أدبية" خلال صالون الجزائر الدولي للكتاب

في الوقت الذي تقوم فيه قنوات المؤسسة الوطنية للبث الإذاعي بتنشيط حصص على المباشر عمرها حوالي ساعة من الزمن قررت القناة الثالثة "تكييف محتوى برامجها" مع هذا الحدث مثلما أوضحه يوسف بن عدودة الذي يتدخل على المباشر كل ساعة تقريبا "لعرض كتاب أو إعطاء الكلمة لمؤلف أو ناشر".

و بالإضافة إلى الفضاء الكبير المخصص للأستوديو تتواجد القناة الثالثة بفندق قريب يقيم به مشاركون و مدعوون أجانب بالصالون لإثراء برامج القناة حتى خارج مواقيت افتتاح الصالون. تتواصل فعاليات الطبعة ال19 لصالون الجزائر الدولي للكتاب إلى غاية 8 نوفمبر و هو مفتوح للجمهور من الساعة 10:00 إلى 19:00.

Please reload

bottom of page